ها هو رمضان يلتقط أنفاسه الأخيرة، وأوشك تجّار السوق الرمضانيّة الفضائية على إغلاق دفاترهم الحسابية، بين رابحٍ وخاسر.
ها هو رمضان يلتقط أنفاسه الأخيرة، وأوشك تجّار السوق الرمضانيّة الفضائية على إغلاق دفاترهم الحسابية، بين رابحٍ وخاسر.
ها هو رمضان يقترب من إغلاق آخر شموسه، وهو ينظر لإعلامنا العربي المرئي بعينيّ مودّع، بينما إعلامنا العربي، في أغلبه الأعم ليست له عينان من الأساس حتى ينظر إلى شيء أصلاً.
مضى رمضان مبتعداً، خطوة بخطوة، ليلة بليلة، والفضائيات العربيّة، سادرة في غيّها، لا قلب لها يحسّ، ولا يد لها ترتجف، ولا عين لها تدمع.
أغلب الفضائيات العربية، قضت رمضانها في مسابقات سطحية وتتمتع بنسبة عالية من الغباء، وأخرى قضت رمضانها في مسلسلات وراء مسلسلات، لا يقطعها فاصل، غير الفاصل الإعلاني، وأغلبها مسلسلات فارغة كعقول صانعيها، فلا فنّ فيها ولا عليها، ولا هي احترمت الفن كإبداع إنساني، ولا هي احترمت الشهر الفضيل، ولا هي احترمتنا.
قلّة قليلة ونادرة، هي الشاشات التي احترمت رمضان، وقدّمت ما يوازيه، في القداسة والقيمة، فقدّمت برامج ثريّة، وأعمالا درامية فيها نضج وفيها عمق وفيها إبداع، لكنها تظلّ قليلة في خانة الموجب الرمضاني مقارنة بالسالب الكبير والمتّسع.
قنوات تعبّدت في رمضان، فثنت ركبتيها ساجدة وراكعة وهي تنقل صلوات القيام والتهجد لحظة بلحظة، وقنوات لم تركع ولم تسجد ولم تنقل ولم تصم ولم تصل.
المصيبة أن تلك القنوات التي قضت رمضان وكأنه لا يعنيها في شيء، يملكها مسلمون، ويموّلها مسلمون، ويعمل بها مسلمون، وتُبث من بلدان مسلمة تقول لا إله إلا الله.
اتركوا رمضان يرحل بعينين دامعة، وافرنقعوا إلى ملاهيكم، فهو أنظف من بعض القنوات.