بيروت: رويترز

قصائد مجموعة جلالة السيد غياب للشاعر السعودي ماجد مقبل، لا تشكل فقط معرضا لأنماط مختلفة من الكتابة الشاعرية، بل قد تثير مع كثير من مثيلاتها لدى القارئ أسئلة عن سيرورة الشعر العربي وشكله المستقبلي.
الشاعر يتأرجح بين أنماط من الكتابة الشعرية. وعند الحديث عن الأنماط عند مقبل، فالمقصود هو نمط قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة أو تلك المتعددة الأوزان والقوافي ثم القصيدة العمودية التقليدية. إلا أن هناك نمطا آخر عند ماجد مقبل أو ما يتوهمه البعض أنه نمط شعري وهو في الواقع ليس أكثر من تسجيع يعتقد كتابه أنه قافية. وهذا الأمر - أي النمط الأخير- يرمي بأسئلة مقلقة عن سيرورة الشعر العربي ومسقبله إذ تنتشر أنماط ليست بالشعر التقليدي ولا هي بالشعر الحديث بأي شكل من أشكاله. إنه أمر يلتبس بالشعر عند البعض.
المجموعة التي شكلت كتابا كبيرا احتوت على ما لا يقل عن 96 قصيدة متباينة الطول مع أرجحية للقصائد الطويلة. ورد الكتاب في 358 صفحة متوسطة القطع وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان. أما لوحة الغلاف فكانت للرسامة وعد الطميحي.
من النماذج في هذه المجموعة الشعرية القصيدة الأولى التي حملت عنوان (هزي بجذعي). إلا أن في هذه القصيدة قدرا من الغرابة، فهي قصيدة كان يمكن أن تكون نثرية ناجحة شعريا في القسم الأول منها لولا إصرار الشاعر على ربطها بقافية وهي قافية لم تكن منسجمة دائما.
يبدأ مقبل القصيدة كما يلي: حبيبتي كتبت/ بماء اللازورد/ من البشر/ حبيبتي مثل اختصار للغيوم/ أتراه يشرحها المطر؟
في مطلع قصيدة (من يعوضني غيابك) يفوته خطأ لغوي بارز إذ يقول وصنعت ما يكفي من الأعذار/ كي تبقين طليقة عوضا عن كي تبقي.
ويبدو أن عند الشاعر مشكلة مع الشعر العمودي في موضوع الوزن ومع ذلك فهو يسعى إليه باستمرار. في قصيدة (احبيني .. وذوبي في حنيني) يقول عمري.. احبيني وذوبي في حنيني/ وطوفي باسمك الزهري في قلبي/ كما تطوف دمائي في شراييني.
وعلى الرغم من أن كتابة قصيدة النثر ليست بالسهولة التي يتوهمها البعض فإن ماجد مقبل يكون في أفضل حالاته، حيث يكتبها خالصة من التسجيع.