تبعات 'أحداث سبتمبر' أنموذجا.. والارتياح يسود جلسات الندوة
عكس المشاركون السعوديون في الندوة العلمية الثالثة التي عقدها كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي، في مدريد أمس، اعتدالهم عبر 3 محاور رئيسة، تمثلت بـحوار الحضارات، والطريقة التي تعاملت بها الرياض مع أحداث سبتمبر، وتوازن السياسة النفطية للمملكة واعتمادها معادلة العرض والطلب التجارية في تعاملها كـمنتج للنفط مع المستهلكين.
وحملت الندوة العلمية الثالثة، التي شارك فيها خبراء من المملكة، وعقدت في البيت العربي بمدينة مدريد الإسبانية، عنوان منهج الاعتدال السعودي رؤية عالمية، بحضور سفير المملكة لدى إسبانيا الأمير منصور بن خالد آل سعود.
وكان الارتياح سيد الموقف خلال الجلسات الثلاث في الندوة، والتي شارك فيها السفير الأمير منصور بن خالد، والذي أبرز فيها أهمية هذه الندوة في إثراء الحوار بين الحضارات، والتعاون الناجح والدائم من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.
ولم تغب السياسة السعودية المعتدلة عن فعاليات الندوة، وتحديدا في الجلسة العلمية الثانية التي ترأسها وكيل جامعة الملك عبد العزيز للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور أحمد بن حامد نقادي، وقدم خلالها المندوب الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى هيئة الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي كلمة استعرض فيها جهود المملكة في هيئة الأمم المتحدة ودورها في نشر السلام العالمي. وقال المعلمي في عام 1945 اجتمع في سان فرانسيسكو ممثلو 51 دولة ليوقعوا وثيقة تأسيس الأمم المتحدة، وكان بينهم الأمير فيصل بن عبد العزيز وزير خارجية المملكة آنذاك، مؤكداً أنه ومنذ ذلك الوقت والمملكة تدعو إلى إحقاق العدل ودعم السلم في العالم. وتناولت كلمة العلمي خمس محطات تبرز تمسك المملكة بالسلم والعدالة وإحقاق الحق، وهي القضية الفلسطينية، وقضية الكويت، ومكافحة الإرهاب، ومحاربة الجوع والجهل والمرض، والحفاظ على التوازن الاقتصادي في العالم. ثم قدم عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور، وليد السديري، عرضاً تقديمياً حول معالجة السياسة الخارجية السعودية لأزمة 11 سبتمبر، مركزاً على ثلاثة مستويات هي الإسلام، والسعودية كمجتمع، ثم الاقتصاد السعودي، مبرزاً ردود الفعل والتحديث الذي قامت به المملكة على مستوى السياسة الخارجية لاحتواء تلك الردود والتداعيات، وابتكار إجراءات ومبادرات دولية لاحتواء الأزمة. مؤكداً على أن الاعتدال برز في أسمى معانيه في تلك السياسة.
مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، كان أحد أبرز المشاركين، بمحاضرة لأمينه فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، ألقاها نيابة عنه فهد السلطان. وأبرزت الورقة العلمية إسهامات المملكة في دعم حوار الحضارات، مركزا على أصول الجذور التاريخية والفلسفية لحقوق الإنسان في الأديان والحضارات والثقافات المختلفة، وجهود الملك عبد الله بن عبد العزيز في الحوار بين الحضارات، مبرزاً سعي المملكة إلى نبذ العنف والتطرف، والمشاركة في الجهود الدولية لإقامة علاقات دولية قائمة على الحوار والاعتدال ومبادئ التسامح وعدم السخرية من الرموز الدينية.
وتحدث في إحدى الجلسات مستشار وزير البترول والثروة المعدنية الدكتور، محمد بن سالم سرور الصبان، حول نهج المملكة وسياساتها البترولية المعتدلة القائمة على الشفافية والانتظام والسعي لاستقرار سوق النفط العالمية، وأكد في ورقته العلمية على الاعتراف والتقدير للجهات المستهلكة للنفط والدور الذي تقوم به المملكة في تصور درجات اضطراب أسواق النفط العالمية. وأكد على محافظة المملكة على سياساتها النفطية المعتدلة.
تصنيفات شنجهاي.. تعبر الحدود
لم تغب التصنيفات العالمية للجامعات السعودية، وتحديدا تصنيف شنجهاي، عن الكلمة التي ألقاها مدير جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور أسامة بن صادق طيب، الذي أكد فيها على تميز جامعة المؤسس على المستوى العالمي بتقدمها في التصنيفات العالمية، وعلى رأسها تصنيف شنجهاي، حيث جاءت في المرتبة بين 300 – 400، وتقدمها إلى مرتبة متقدمة في مجال الرياضيات والكيمياء.
وأكد الدكتور أسامة طيب على سعي الجامعة لتوسيع قاعدتها العلمية والبحثية عبر إنشائها لهيئة استشارية دولية، وعقد اتفاقيات دولية مع مراكز بحثية عالمية، ومنها الشراكة العلمية مع جامعة ie بمدريد.
مدير جامعة ie بمدريد البروفيسور رفائيل بويول أشاد بدوره بالشراكة المتميزة بين جامعة الملك عبد العزيز وجامعته، مبيناً أن الجامعتين أحرزتا تقدماً في التصنيف العالمي، من خلال جودة الأبحاث، وأكد بويول أن العلاقات بين الطرفين ستتقدم نحو الأحسن وتعد بمستقبل واعد، عبر تفعيل الشراكات والمشروعات العلمية والبحثية المشتركة والتعمق في المعرفة والمناهج الأخلاقية.