أشاد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، بما لاحظه من رقي في حديث الشباب الذي كان موجها له في ختام جلسات منتدى جدة الاقتصادي أمس، قائلا ما تحدثتم به هذا المساء، هو دلالة واضحة على أننا على الطريق سائرون، ولم نعد نستعد، وإنما مشينا في طريقنا إلى هناك، إلى العالم الأول.
وطالب أمير مكة المكرمة جمهور منتدى جدة الاقتصادي وجميع الشباب والشابات باستخدام العلم والمعرفة، وقال: نتذكر أجدادنا وقد كانوا يرحلون إلى بلاد بعيدة لكي يقرؤوا صفحة في كتاب ذكر لهم أما اليوم بإمكانكم أن تجدوها في ثوان وفي آلة صغيرة في جيوبكم أو محافظكم.
وفي تعليقه على ما قدمه 8 شباب وشابات من اقتراحات لحل مشكلة الإسكان بالمملكة في جلسة حوار الشباب مع أمير المنطقة في ختام منتدى جدة الاقتصادي 2013، قال أود أن أبدأ الكلام مع الجميع؛ لأنني سعيد جدا بهذه اللحظة التي أشترك فيها مع أبنائي وبناتي في الحديث عن شؤون وشجون الوطن والمواطن، كما أود أن أسجل في هذه اللحظة اعتزازي وإكباري للمستوى الرائع العالي المبشر بالخير لثقافة وفكر أبنائنا وبناتنا.
وأضاف: لا أدري إن كان من ضمنكم ذلك الرجل الذي قبل خمس سنوات عندما كنت أتحدث في مجلسي بجدة عن أمان تتبلور في رؤية الإنسان والوطن وهو يعانق مستوى العالم الأول في حضارته عندما نظر إلي ورفع يده، وقال لي يا أمير كذا إلى هناك على طول، اليوم أتى جوابي نعم إلى هناك على طول.
وتابع: ما تحدث به وعنه هذه النخبة من أبنائي وبناتي، هذه الأفكار التي سمعتها وهذه المشاريع التي تبلورت في هذه العقول الكبيرة بمستواها الثقافي، اليانعة بمستواها العمري، تجعلني أكثر تفاؤلا وحماسا وإصرارا على المضي في الطريق الذي بدأناه بالاستراتيجية التنموية لهذه المنطقة قبل خمس سنوات.
وقال لا أود أن أدخل في تفاصيل كل مقترح من كل شاب وشابة ولكن أود أن أقول للجميع إنني أكلفكم شخصيا فردا فردا بملف ما تقدمتم به من أفكار ومشاريع تريدون تحقيقها وأقول لكم بكل أمانة أنتم لا تحتاجون إلى قائد أنتم تحتاجون إلى مشارك يخدمكم وأنا ذلك المشارك.
وتابع: معكم ولكم ومنكم وسأعمل ما بوسعي عن طريقكم أنتم أيها الشباب ومن خلال جمعيتكم جمعية شباب جدة وسعدت أن بعض الذين تحدثوا منكم أنهم أعضاء في الجمعية من شباب وبنات، أود أن تكونوا جميعا من خلال هذه الجمعية أن تكونوا ورشة عمل بكل الملفات وسنبدأ من الغد أنا وإياكم في تحقيق ما تحلمون به، أما المشاكل التي ستواجهكم وتواجهنا هي نفسها التي تواجهنا الآن ولا أعتقد أن هناك مشروعا أو مجتمعا ليست فيه مشاكل يواجهها بالتنمية، كل البلاد التي تزخر اليوم بحضارة متقدمة مرت بنفس التجربة والمشاكل وكانت أعظم من مشاكلنا؛ لأنهم في ذلك الوقت لم تتوفر لديهم أسباب المعرفة التي تتوفر لدينا والتي حققها لنا العلم، فكل ما علينا استخدام العلم المتوفر لدينا والمعرفة المتوفرة لدينا التي لم تعد بعيدة عن الإنسان كما كانت في الماضي.
وشدد على أن المواطن يسعى دائما للأفضل ونحن علينا مسؤولية ولذلك طرحنا شعار هذه المنطقة هذا العام يقول الشعور بالمسؤولية واحترام النظام، وطلبت من جميع المؤسسات في المنطقة حكومية وأهلية أن تعمل على نشر هذه الثقافة في المجتمع الكبير والصغير، وإنني أشكر وأقدر الجهات الحكومية والأهلية التي بدأت بالفعل من الشهر الأول من سماع المقترح، وبدأت العمل وفي مقدمتها التعليم العام وإداراته في المنطقة، والآن يتبنى الشعار نفسه ملتقى شباب مكة الذي يشارك في كل الطلبة والطالبات في التعليم والجامعات.
وقال هذا الشعار لو أعملنا فيه الفكر والوقت والجهد واستفدنا منه لن ينتهي العام إلا باستفادة كبيرة للجميع، نحن مسؤولون أيها الإخوة والأخوات عن مستقبل البلاد ليس فينا أحد غير مسؤول حتى الذي يجلس في بيته وينتقد بالكلمة أو الكتابة أو الصورة أو الإعلام التقليدي أو الحديث كل المنتقدين مسؤولون، والمنتقدون مسؤولون أيضا نحن جميعا علينا مسؤولية تجاه ديننا ووطننا وشعبنا وقبل ذلك تجاه أبنائنا وبناتنا نحن اليوم نكون المستقبل ونصنعه لأبنائنا وبناتنا بشراكة معهم، نحن نحتضن الأبناء والبنات لوضع برامج المستقبل لا نريد أن نضع لهم برامج لا يشتركون هم في وضعها وصنعها، اصنعوا برامجكم ومستقبلكم ونحن معكم والله فوق الجميع.