كنت أرى أمانة جدة على مدار أسبوع كامل من ليالي رمضان وهي تقف مع محبي جدة وتقول لهم جدة القديمة كنز حضاري نشترك سوياً في رعايته واستمراره. محبو جدة كثر.. شريحة منهم كونوا جمعية باسم جمعية المحافظة على التراث العمراني بجدة، بلغ عدد أعضائها 3426 ينشرون ثقافة الاهتمام بعمران جدة ويقترحون حلولاً للمحافظة عليه وهم يحظون بدعم من الأمير تركي العبدالله الفيصل. ومن أجل ذلك جاء حضور الأمير تركي والأمانة لحفل الجمعية الختامي في بيت نصيف بمنطقة جدة التاريخية بمثابة رسالة بيان لدعم ورعاية منطقة جدة التاريخية بمشاركة سكانها.
أردت من العنوان تفسير وقوف الأمانة مع جمعية عمران جدة بأنه رد قوي على بعض الأقلام ـ وهي قليلة ـ التي تريد تكسير الحجر لتجرح مشاعر البشر. كنت أتمنى وأنا أتصفح وجوه الشباب وهم يحملون مهمة الاهتمام بالمنطقة التاريخية أن يأتي أخونا عبدالله أبوالسمح ليسمع من هذا الجيل الجديد الصورة الجميلة التي يريدونها لـجدة وهي تحتفظ بمكوناتها التاريخية بدلا من قصها وإقصائها. وكنت أتمنى منه بدلا من كتاباته التي أصبحت عادة سنوية للمطالبة بطمس بحر جدة الأربعين، أن يأتي بنفسه إلى هؤلاء الفتيان والفتيات ليدرك رقي مهمتهم الحضارية في المحافظة على التاريخ بدلا من تجفيفه.
أنا أدعو الأستاذ أبوالسمح إلى النزول لمنطقة البلد وسوق العلوي مثلا ليرى بعينيه عائلات وأعدادا كبيرة من الفتيان والفتيات يسيحون هياما بنظراتهم في البيوت ورواشينها والمحلات العتيقة وزخارفها. هؤلاء يريدون استمرار التاريخ وبالتالي لا يصح أن تملي رغبتك على الجيل الجديد. فقد مضى الوقت وأنت مخاصم للبحر والحجر ولم تدرك بعد ولادة أجيال تعشق مدينتهم وعمرانها وتؤسس مشاركات مع أمانة جدة للمحافظة عليه واستمراره.