المشهد الإعلامي العربي، بكل قنواته المعروفة وغير المعروفة، ينعم في برامج الطبخ، ومسلسلات الحب والخيانة، منذ دخول أول يوم من رمضان المبارك.
بدأ عمل المعدة الفضائية، وتعطّل العقل، والأدهى من ذلك والأمرّ، هو تعطّل الشعور بالآخر، وتعطّلت لغة الكلام.
لا بوصلة إعلامية تدور بمؤشرها الإعلامي العربي، إلا إلى مزيد من المسلسلات الدرامية، التي لا تقول شيئاً مهما، ولا تقدّم متعة بصرية وفنيّة، ومزيد من برامج الطبخ التنافسيّة، على أكبر جزء من المعدة، وأصغر جزء من العقل والوجدان.
إضافة إلى المساحة الإعلامية الكبيرة التي تجلس عليها برامج الطبخ، ومسلسلات الدراما المطبوخة، تأتي أيضاً، برامج مسابقات، أسئلتها ومعلوماتها، تستفزّ طوب الأرض، بسطحيتها، وقيمتها التي ليس فيها أيّ قيمة.
دارت الكاميرا، عن وجه سورية الحزين، وعن عشرات الشهداء يومياً، هُم في أمسّ الحاجة، إلى كاميرا واحدة، تنقل موتهم إلى ملايين الناس، وتنقل قضيتهم إلى الضمير الإنساني العالمي.
دارت الكاميرا، عن وجه الشام، الذي خرقته المدفعيات، وقذائف القصف الجوي المرعب، وانشغلت التلفزيونات العربية، بالطبخ والنفخ والمسابقات، والدراما التي ليس فيها دراما، متناسية دراما الموت السوري اليومي، دون مصوّر أو كاميرا.
يامُلّاك الفضائيات: سدّدوا وقاربوا، لكي لا ننسى فقط.