لم يكن نجم الكوميديا المخضرم عبدالحسين عبدالرضا بحاجة إلى أن يصنع ثنائيا لينجح، هو وحده قادر تماما على أن ينطلق بمسلسل ويشبع المشاهد ضحكا، لكنه استيعاب الكبار وقوة حسهم الفني، فقد أيقن منذ أن وضع قدمه على خشبات المسرح وأمام كاميرات التلفزيون أن العمل الكوميدي حالة جماعية وتجانس بين نجمين وأكثر.
حضر في مسلسل درب الزلق كثنائي مع سعد الفرج، وهناك من اعتبر أن الفريق كان رباعيا أو خماسيا بوجود خالد النفيسي وعلي المفيدي وعبدالعزيز النمش، وأصبح هذا العمل علامة فارقة في الكوميديا الخليجية، وكرر ذات الثنائي مع الفرج في مسلسل الأقدار ثم ترافق مع النفيسي في عدد من الأعمال كـمحكمة الفريج وديوان السبيل الحيالة، خلافا لثنائياته الغنائية الجميلة مع سعاد عبدالله.
واليوم يواصل أبو عدنان تألقه في عمل ثنائي مع ناصر القصبي في أبو الملايين وكأنه يؤكد أن الكوميديا لا تدار بالممثل الواحد مهما بلغت نجوميته، وأن الثنائيات هي كيمياء نجاح الكوميديا، فحين يخفت ضوء ممثل يسطع آخر ويسد الثغرة وبالتالي لا يتململ المشاهد ويبقى مشدودا للعبة تبادل الأدوار وتدوير النكتة.
ويبدو أن الممثلين السعوديين لم يتنبهوا لهذا المفهوم إلا مؤخرا، رغم أنهم عايشوا نموذجا من هذا النوع لسنوات طوال، فمسلسل طاش ماطاش كانت الثنائية فيه هي سر استمراره وتألقه، وحين حاول عبدالله السدحان المرور بعمل لوحده العام المنصرم فشل، والتقط أنفاسه هذا العام مستعينا بخدمات سعد الفرج ومحمد العيسى.
ومثله حسن عسيري الذي حاول أن يحمل مسلسل كلام الناس وأعياه ذلك فقرر الوقوف إلى جوار يوسف الجراح هذا العام، رغم أنه خاض تجربة الثنائي مع فايز المالكي وأحدث نجاحا ملحوظا في بيني وبينك، لكن المالكي ما زال يصر على أن يكون النجم الأوحد وما زال يسير بخطى متثاقلة، ولعل فهمه للعبة الثنائيات في الكوميديا جعله يقرر أن يكون ثنائيا مع نفسه.