الرياض: خالد العويجان

دمشق تغير خطابها.. 'المرتزقة' بدلا من 'الإرهابيين' لوصف الثوار

اختلف خطاب دمشق أمس، في رؤيتها للثوار الذين يقاتلون نظام الرئيس بشار الأسد داخل الأراضي السورية، حيث أسماهم وزير الخارجية وليد المعلم بـالمرتزقة، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة. وكانت دمشق تصف على الدوام معارضيها بأنهم إرهابيون تارةً، وجماعات مُسلحة تارةً أخرى. ورأت أطراف معارضة هذا التطور في خطاب نظام دمشق أنه مناورة لإحداث شرخٍ بين صفوف المعارضة بشقيها السياسي والعسكري.
ووضع رئيس المجلس الوطني السوري السابق عبد الباسط سيدا خطوة دمشق هذه المرة في خانة المناورة السياسية. وقال في حديث إلى الوطن أمس إن النظام يرمي من ورائها إلى إحداث شرخٍ في أهم صفوف القوى المعارضة للنظام، من الناحية السياسية والعسكرية في آنٍ واحد. واعتبر سيدا أن المعارضة تتكون من صف واحد، وكل محاولات النظام لإحداث شرخ بين صفوفها سيكون مصيرها الفشل، مطالبا في الوقت نفسه بأن يكون الإسهام الأساسي في تطهير البلاد من هذه الزمرة مُنبثقا من مشروعٍ سوريٍ– سوري.
وعاد المعلم الذي زار طهران أمس، واستهل خطابه السياسي بشكرٍ جزيلٍ لـالمُرشد الإيراني على مواقف بلاده من الأزمة في سورية، ليضع مشروع الأسد السياسي للحل السلمي على الطاولة من جديد، في خطوةٍ يراها مُعارضون أنها نابعةً من إيمانٍ تام من قبل النظام بأنه بات يسير في مواجهة التيار، وفقا لسيدا.
وأكد سيدا الذي تحدث إلى الوطن من إسطنبول، ردا على حديث المُعلم بأن نظامه على تواصل مع أطراف المعارضة الداخلية والخارجية للجلوس إلى طاولة الحوار، أن المعارضة لن تقبل استمرار النظام الحاكم في دمشق تحت أي ظرفٍ كان.
وكان المعلم قد اختزل خلال حديثه في طهران أمس، كل ما يحدث في سورية منذ أكثر من 24 شهراً بأنه أشبه بـقطارٍ يسيرُ في مشروعٍ إصلاحي، كلما تحرك نحو محطةٍ جديدة، تصاعد العنف على الأرض، وهو ما اعتبره المعلم مُعوقاً للإصلاح، ومُسبباً للتشاور مع الأصدقاء في إشارةٍ إلى نظام طهران. وقال سيدا إن حديث المعلم يشبه حديث رئيسه في دمشق الذي سبق أن شبه الحراك السياسي في سورية بـالفُقاعة، للتقليل من حجم المطالبات بالتغيير والإصلاح، كما سبق أن وصف الانشقاقات بـعملية تطهير الجسد، وأخيراً في خطاب الأوبرا الشهير شبّه ما يحدث في سورية بـالعرس. وأضاف سيدا هذه سياسة تفريغ المحتوى.. نظام الأسد بارعٌ في تفريغ المحتويات الخاصة بأي فكرة أو طرحٍ سياسي قد يُنقذ البلد، وهذا هو حال نظام بشار والنظام الإيراني. واستدرك أن الأسد يؤمن تمام الإيمان أنه لولا الدعم الذي يتلقاه من طهران على وجه الخصوص لما استمر حتى هذه اللحظة.