يعد الاتصال مطلبا مهما لتحقيق الكثير من الأهداف العامة والخاصة، لكي نتمكن من التعايش مع أفراد المجتمع بمختلف مواقعهم وأجناسهم.
في السابق كانت وسائل الاتصال والتواصل محددة بالهاتف أو الجوال أو الاتصال المباشر، أما في وقتنا الراهن فقد تطورت هذه الوسائل بشكل متسارع، ولعل المطلع عن قرب على طبيعة وخصائص هذه الوسائل ذات القدرات الهائلة يقول وماذا بعد ذلك؟ وماذا بعد هذا التطور والتقنية العالية؟
نعم لا نستطيع أن ننكر أهمية هذه القنوات في حياة البشرية بمختلف أنواعها، والقدرات الكتابية أو الصوتية أو المرئية، وما حققته من تواصل رغم المسافات الجغرافية الواسعة واختلاف العادات والتقاليد بين الشعوب.. وهذا في حقيقة الأمر يعود إلى مولد الشبكة العنكبوتية العالمية وخدماتها المختلفة من مواقع إلكترونية وبريد إلكتروني، وما أحدثته هذه التقنيات على تاريخ البشرية من تقدم هائل في مختلف المجالات.
وفي أيامنا هذه نجد أن الأمر لم يعد مجرد تواصل اجتماعي وتبادل للمعلومات أو الأخبار، بل أصبح نقطة تجمع لأفكار هدامة ومخططات من أناس هدفهم إثارة الرأي العام والبلبلة وزعزعة أمن واستقرار هذا الوطن، فنجد هذا يبث أحداثا كاذبة، وآخر يحذر من أدوية وهمية، وهناك من يدس السم في العسل بشيء من الفكاهة، وفي حين عجز أعداء هذه البلاد عن تنفيذ ما يسعون إليه من إفساد في الأرض وتخريب للديار، بدؤوا باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي ليبثوا من خلالها سمومهم التي لا تخفى على العاقل النابه، فأصبح عامة الناس يخوضون في أمور ليس لهم فيها حظ ولا نصيب، لتتجاوز هذه القنوات ما أعدت وأوجدت لتحقيقه، ولكن رغم الأحقاد والمفسدين يظل هذا الوطن شامخاً عزيزاً من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه.. تجمعنا كلمة التوحيد ولن تفرقنا إلا الشهادة دون أرض هذا الوطن.