الباحة: محمد آل ناجم

في سوق الباحة الشعبي تشهد أوراق الكادي إقبالا كبيرا من المتسوقين، حيث يستخدمونها في مناسبات الزواج التي تقام بكثرة هذه الأيام، يقول صالح أحد باعة الكادي نشتري الكادي من أصحاب المزارع بكميات كبيرة، ونضيف له بعض الزهور مثل البعيثران، والريحان، ونبيعها للمتسوقين على شكل ربطات، مشيرا إلى أن النساء فقط من يقبلن عليه.
وقال البائع سعيد الزهراني إن للكادي رائحة زكية تشم من على بعد، وأنا أعمل منذ سنوات في بيعه، وخاصة في الإجازات، حيث يكثر الإقبال على شرائه لمناسبات الزواج، وباعة الكادي يوجدون طوال العام إلا أنهم ينشطون في المواسم، وتزداد أعدادهم في الأسواق الشعبية مثل سوق الثلاثاء بالمخواة، والخميس بالباحة، والسبت ببلجرشي وغيرها، مشيرا إلى أن الأسعار في الأيام العادية تتراوح ما بين 15 -30 ريالا للربطة الواحدة، بينما قد تتجاوز 200 ريال في المواسم.
ويرى خالد الغامدي أنه على الرغم من توفر أشهر ماركات العطور الشرقية والغربية، إلا أن أهالي المنطقة، خاصة كبار السن من الجنسين يتمسكون بالعطور الطبيعية، وهي النباتات العطرية ذات الروائح الزكية كشجرة الكادي، والتي ما زالت تحتفظ بقيمتها، ومكانتها، ورونقها الجميل لدى عشاقها من الأهالي. ويضيف أن النساء يستخدمن النباتات العطرية الكادي أثناء الزيارات، وفي الأعياد، وحفلات الزفاف، حيث يتم توزيع باقات منه لجميع الحاضرات.
ويقول صديقه عبدالعزيز الغامدي إن الكادي من الأشجار التاريخية المعمرة بقرية ذى عين الأثرية القديمة في محافظة المخواة جنوب غرب الباحة 40 كلم، وهي شاهدة على تعاقب الأجيال التي زرعت هذه الأشجار منذ فترة طويلة تزيد على 400 عام، وربما أكثر، حيث أصبحت ترتبط بقصص وحكايات يتداولها المواطنون.
ويقول المزارع سعيد الزهراني إن الشجرة يزيد عمرها عن 400 سنة، وقد توارثنا زراعتها عن الآباء والأجداد، ومن الضرورة قيام الجهات المعنية، من زراعة وبيئة وبلدية بالعمل على الحفاظ على هذه الأشجار التي باتت مهددة بسبب الجفاف، وقلة المساحة الزراعية، لافتا إلى أن شح مياه الوادي التي تتغذى منها الشجرة بات يؤثر سلبا عليها.
ويوضح محمد علي العمري، أن الكادي طلع يشبه النخل، ولكن يؤخذ من نباته قبل أن يتفتح أو ينشق، وهو يشبه في شكله وأنواعه النخل، ولكنه لا يطول مثله، مشيرا إلى أن موطنه الأصلي اليمن وجازان، فهو مشهور بهما، وله أسواق كثيرة، ويستعمل على نطاق واسع كأحسن العطور، وهو يعرف علميا باسم pandanus tectorius .
ويضيف مما قرأت عن الكادي أنه يسر النفس والحواس، ويشد البدن، وأنه مانع للإعياء والخفقان إذا وضع طلعه قبل أن ينشق، إضافة إلى أنه مدمل للقروح، ورماده يستأصل الجذام ويقطعه، وأنه واق من السموم، ومضاد للمغص.
ويقول المزارع علي العمرى إن شجر الكادي يتراوح ارتفاعه من 1- 5 أمتار، ويتم التلقيح بواسطة الرياح، وأحيانا يتم بواسطة الحشرات، وتكون جذوع الكادي متقرعة، ويستخرج من الكادي زيت يشبه كافور النخل تنبعث منه رائحة جميلة، وتستخدم النساء الكادي على نطاق واسع ويباع بالحبة المفردة، ويستخرج من شمراخ الكادي زيت يعرف بـزيت الكادي، وهو من أجمل الزيوت العطرية، كما يحضر منه ماء الكادي الذي يضاف لمياه الشرب، أما في الصناعة فيستفاد من أوراقه وجذوعه اللينة في صناعة الحصير. والحقائب والأكياس، أما في مجال التطيب والتزين فتستخرج منه العديد من العطور التي تتزين بها النساء.
ويبين العمري: إن الكادي من الأشجار المعمرة التي تنتمي إلى النباتات الزهرية ذات الفلقة الواحدة، وتشبه في شكلها الخارجي النخلة، وأوراقها ضيقة مستطيلة تشبه السيف، وهي تنمو في المناخ الدافئ، وتعيش في بطون الأودية والمرتفعات الجبلية، مشيرا إلى أن الكادي لا يقطف إلا مع الفجر أو عند الغروب.