من الحمق أن يكون بداية المشوار بورقة خاسرة.. والانطباع الأولي عن أي شيء من الصعب تغييره!.
الرهان على النظام السوري خاسر بلا شك، ولا يتناطح في ذلك ثوران! إذاً.. لماذا الفائز بانتخابات الرئاسة الإيرانية حسن روحاني، بدأ حياته السياسية الجديدة رئيسا بتأييد رئيس النظام السوري بشار الأسد!، ولماذا اعتبر روحاني بشار الأسد رئيسا شرعيا لسورية حتى عام 2014؟، ولماذا لم يدع حليف بلاده نظام الأسد إلى التنحي حقنا لدماء الشعب السوري؟، ولماذا لم يطالب ربيب إيران بشار بالدعوة لانتخابات رئاسية جديدة في محاولة للإصلاح بينه وبين الشعب السوري؟
ولماذا ـ على الأقل ـ لم يتجنب حسن روحاني الخوض في القضية السورية في هذا الوقت بالذات حتى يقنع العرب باعتداله وحسن نيته بتعزيز العلاقات مع دول الجوار، خاصة الدول الخليجية؟.
بالمختصر.. هذه رسالة إيرانية مفادها: أن الرئيس مجرد أداة لتنفيذ الأوامر العليا، وهو رأي المراقبين والمتابعين للشأن الإيراني.
كان الخليج متفائلا بقادم الانتخابات الإيرانية، وطامحا منها بتخفيف الاحتقان وإزالة التوتر اللذين عاشتهما المنطقة بأفاعيل إيرانية كانت تزداد يوما بعد يوم.. لكن الخطوات الأولى للرئيس الإيراني حسن روحاني لم تكن موفقة، ولم تكن بمستوى طموحات دول الخليج.. ولم تكن تلك الخطوات الأولى إلا مواصلة لمسيرة الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد.
كان الخليج يتوقع أن نجاد هو عود الكبريت الذي يشعل المنطقة بـحماقاته السياسية، ويستفز دول الجوار بتصرفاته، إلا أن مخاض الانتخابات الأخيرة، ولدت قناعةً جديدة تكشف أن نجاد كان دمية لسياسات إيرانية عليا، وكذلك سيكون خلفه روحاني، فلا فرق بينهما إلا بـالعمامة التي أصبحت لا توحي بشيء في الإعلام؛ لتناقضات أقوال أصحابها مع أفعالهم.. ولم تعد تدل على التدين!
(بين قوسين)
أي عاقل لن يؤيد قاتلا يديه ملطختين بدماء أهله، إلا إذا كان عبدا مأمورا لا يملك من أمره شيئا.