لن أتحدث هنا عن الـواتس آب، كبرنامج صغير ومركون على شاشة جوال أغلب الناس، بل سأتحدث عنه، كواحد من أهم وسائل الإعلام الحديثة، بوصفه ناقلاً خبرياً.
هذا المخلوق الأخضر الصغير والعجيب، انتقل من دوره، كبرنامج جوال مهمته تقديم خدمة الدردشة، إلى جريدة كُبرى، ووسيلة إعلام طويلة عريضة.
في هذه القناة الإعلامية الاتصالية الحديثة، تدور الأخبار المحلية والسياسية والاقتصادية، بضغطة إصبع، من أول مُرسل، إلى ملايين الناس التي تنسخ الخبر وتلصقه وترسله.
الـواتس آب، أصبح وسيلة إعلام خبرية، فائقة التأثير، ومساحة انتشاره الإعلامي، أكبر من مساحة انتشار كُبريات الصحف، الورقية والإلكترونية.
هذا الكائن الأخضر الصغير، هو قمر اصطناعي يبث الأخبار، والأحداث، والمقالات، على أفضل الترددات وضوحاً، وأسرعها وصولاً، وأوسعها مساحة.
من ناحية إعلامية، هناك ملاحظة واحدة تُطفئ جمال هذا الباثّ الإعلامي الخطير، وهي حجم الكذب الخبري الكبير، فيما ينقله من أخبار ومعلومات ووقائع، إلى الحد الذي ذكرني فيه، بموجة رواج ما يُسمى آنذاك بالصحافة الصفراء، صحافة الأكاذيب، والفضائح.
أما ميزاته، كقناة إعلامية مهمة، فهي متعددة، وأبرزها: سرعة النشر، ومجانيّة الحصول على كل ما يقدمه، من أخبار، وأحداث، ومقالات كُتّاب، فهو لا يُكلّف القارئ ريالاً ولا بعيراً، وأظن أن مسألة المجّانيّة هذه، هي التي وسّعت من دائرة مُستخدميه، وجعلته بالنسبة لهم، قناة إعلامية، مُفضلة، ووحيدة.
الـواتس آب، برنامج أخضر، وجريدة صفراء.