شددت اليونيسكو على أهمية الحوار الثقافي الأوروبي العربي، مؤكدة أن الحوار هو السبيل الوحيد للمضي قدما. وهو ما التزمت به اليونيسكو.
وقالت المديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا، خلال اجتماع الاتحاد الأوروبي ومندوبي الجامعة العربية أول من أمس، في مقر منظمة اليونيسكو بباريس: كم يشرف اليونيسكو ويسعدها أن تستضيف مثل هذا الحوار الهام. ففي هذا الوقت المتميز بما فيه من التغيرات، علينا أن نغتنم كل فرصة متاحة، لإقامة الحوار وتبادل الأفكار ولتعزيز الفهم المشترك. وهذه هي الرسالة الجلية التي استخلصتها من الدورة الثالثة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي عقدت في الرياض، بالمملكة العربية السعودية، ومن منتدى دافوس الاقتصادي. فالحوار هو السبيل الوحيد للمضي قدما. وهذا هو الأمل الذي أصبو إليه. وهذا هو ما التزمت به اليونيسكو.
ويعد الاجتماع بداية سلسلة من الاجتماعات السنوية، التي ترمي إلى تعزيز الحوار بين الاتحاد الأوروبي والعالم العربي، وذلك لاستكشاف ما يجمع بينهما من قيم مشتركة ولتبادل الخبرات فيما يخص عددا من المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل التعليم والشباب ووسائل الإعلام والتواصل الثقافي.
وركزت السفيرة ماريا فرانسيسكا سباتوليسانو، من الاتحاد الأوروبي، في كلمتها الافتتاحية على أهمية الاجتماع كمتابعة لإعلان القاهرة، الذي اعتمد بالتزامن مع الاجتماع الوزاري الثاني الذي ضم وزراء خارجية دول الجامعة العربية، والاتحاد الأوروبي، وعقد في مصر نوفمبر الماضي.
وأشار سفير الجامعة العربية في فرنسا، والمراقب الدائم لدى اليونيسكو، ناصيف حتى، إلى التاريخ الممتد والعميق للحوار بين المنطقتين الأوروبية والعربية ومجتمعاتهما، لافتا إلى علاقات التبادل المثمرة على المستويات كافة. وصرح قائلا: في عالم يتسم بالتنوع ويشهد تفاقم أشكال عدم التسامح، ومخاطر سوء الفهم، فإن من الأمور الأساسية أن نتحاور فيما بيننا.
أما سفير أيرلندا ومندوبها الدائم لدى اليونيسكو ميشيل فوربس، فقد أبرز أهمية الاجتماع، مؤكدا على أن اليونيسكو هي المكان المناسب لهذا الحوار، وتابع: إن دورنا باعتبارنا سفراء ودول أعضاء في اليونسكو، إنما يتمثل في الارتقاء بالحوار إلى أعلى المستويات، وذلك لمعالجة القضايا الأخلاقية، التي يشهدها العصر الذي نعيش فيه. ومن نفس المنطلق، قالت المبعوثة الدائمة للمملكة المغربية لدى اليونيسكو، السفيرة زهور العلوي، باسم المجموعة العربية لدى المنظمة: إن علينا جميعا أن نلتزم بإقامة حوار من أجل نبذ التطرف. كما أن لليونيسكو دورا رئيسا في تعزيز ثقافة السلام والتسامح والارتقاء بالفهم المتبادل.
يذكر أن الاجتماع المشترك بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، الذي عقد برعاية اليونيسكو قد ضم عددا من المتخصصين، وذلك لمناقشة موضوعين يرتبط أحدهما بالآخر ارتباطا وثيقا، وهما: التعليم والشباب: القيم المشتركة ودور وسائل الإعلام والمجتمع المدني في الحوار بين الثقافات.