مشاركة لطائرات الدفاع المدني والجيش في عمليات الإنقاذ

فريق التغطية: عبدالقادر عياد، علوان السهيمي، محمد زامل، محمد الساعد، أيمن آل أحمد، صالح المرواني، تركي الدوسي، ميسون الخرمي، ريم المسعودي
 

لليوم التالي، تشهد تبوك حالة استنفار استدعت إخلاء عدد من الأحياء الجنوبية مثل أبو سبعة، والرويعيات، والإثيلي، والمعيزيلة، ودمج، بعد صدور توجيهات أمير المنطقة الأمير فهد بن سلطان، إثر مواصلة هطول الأمطار وجريان أودية مثل وادي ضبعان، وأبو نشيفة، والبقار، الأمر الذي تطلب مشاركة 5 طائرات من الدفاع المدني إضافة إلى طائرتين من طيران الجيش.
وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بتبوك العقيد ممدوح العنزي أن هناك 5 طائرات إنقاذ للدفاع المدني تشارك في عمليات البحث والإنقاذ، مؤكدا بأنهم تمكنوا مساء أول من أمس من إنقاذ 23 شخصا من نساء ورجال وأطفال من حي دمج، الذي تضرر من سيول وادي البقار، وفي الساعة الثانية صباحاً دخلت سيول من امتداد وادي الإثيلي إلى بعض الأحياء.
وأكد العنزي بأنه تم إخلاء هذه الأحياء، وتم إسكان من يرغب بشقق مفروشة وقصور الأفراح، وذكر أنه وصل عدد الاحتجازات إلى 273 حالة احتجاز من سيارات ومواطنين داخل الأودية ونقاط تجمع المياه، وتم تسجيل بلاغات حوادث ماس كهربائي في المنازل، كما تم إخلاء حي الإثيلي التابع للقوات البرية من قبل قيادة المنطقة الشمالية الغربية، مبينا أن لجنة حصر الأضرار تباشر أعمالها لحصر جميع الأسر التي تم إخلاؤها، كما أن اللجنة الفورية تعقد اجتماعات بشكل دوري بغرفة العمليات المركزية للدفاع المدني لمتابعة الأوضاع.
ووجه أمير تبوك إلى انعقاد اللجنة المحلية للدفاع المدني بشكل مستمر، وبذل كافة الإدارات الحكومية لجهودها القصوى لمواجهة أي طارئ و تقديم الخدمات للمواطنين، مؤكداً أن جميع الأمور تسير بالشكل الطبيعي في مثل هذه الظروف ولم تحدث ولله الحمد والمنة أية خسائر في الأرواح فيما عدا الحادث المؤسف وهو وفاة طفل رضيع سقط من يد والدته أثناء احتجاز سيارتهم في وادي روافة وتم إنقاذ الأسرة وانتشال الطفل.
وقال سموه إنه تم تعميد الجهات المختصة بسرعة التأمين الفوري للسكن المناسب والإعاشة والتدفئة لمن يحتاجها في ظل الظروف الراهنة، مبيناً أن ما يجري حالياً هو في معظمه خطوات استباقية واحترازية يعمل بها في مثل هذه الأجواء بهدف ضمان سلامة المواطنين، مثل تعليق الدراسة وإغلاق بعض الطرق التي تمر من خلال بعض الأودية وكذلك ما تم ليلة أمس من إخلاء جزء من أحد الأحياء الجنوبية في مدينة تبوك تحسباً لزيادة كمية الأمطار.
من جهة أخرى، أكد الشيخ سليمان بن مظهر، الذي يسكن تبوك منذ ما يزيد على 60 عاماً، أن تبوك لم تشهد أمطارا وسيولا كالتي تعيشها حالياً منذ 3 عقود، حيث تسببت السيول التي داهمت العديد من الأحياء في إجلاء السكان منها، فيما أوضح عضو مجلس المنطقة ناصر الحويطي أن السيول التي اجتاحت المنطقة ومحافظاتها تعتبر الأكبر منذ 30 عاماً تقريباً، ومن أكثر محافظات تبوك تضرراً محافظة حقل التي تجري من خلالها أودية كبيرة، مبينا أن مدينة تبوك تجري من خلالها أودية البقار والوادي الأخضر ووادي الضبعان ووادي أتانة ووادي داما، ويشكل العديد من هذه الأودية خطورة على تبوك.

سكان الأحياء الجنوبية.. خارج منازلهم

جاءت السيول في تبوك لتجرف أمامها كل أخضر ويابس، تاركة خلفها مئات الأسر والعوائل التي لم تعد تجد مأوى لها، أولئك الذين يعيشون في الأحياء الجنوبية الخالية من الخدمات، فمنهم من ذهب إلى أقاربه، ومنهم من لم يجد إلا شقة صغيرة يلتف فيها مع عائلة، ومنهم من لم يجد إلا قاعة أفراح يتدثر فيها ببطانية، أو غطاء صغير.
الوطن التقت بعدد من المواطنيين في تلك الأحياء وتحدثوا عن أوضاعهم بكل حرقة وألم، حيث ذكر المواطن عبدالله العطوي أحد سكان حي أبو سبعة بأنه اتصل بالأمانة والدفاع المدني، ولم يستجيبوا لاتصالاته، وأضاف وللمعلومية البيت بالكامل غرق بما فيه أثاث المنزل، وتم الذهاب للإمارة لتقديم شكوى، وتم إرسال ضابط من الدفاع المدني وشخصين من الإمارة وتم تصويرهم لمدخل العمارة، وذكر المواطن مطير سلامة العطوي أن الأمطار داهمتهم في المنزل بعد هطولها صباحا، وتم الاتصال بالدفاع المدني وبالأمانة ولم يصلهم رد، مضيفا نحن نعاني من مشكلة الصرف الذي لم يأت إلى الشارع الذي أسكن فيه، والكهرباء انقطعت حتى آخر الليل، والمنزل غرق بالكامل،.
من جانبه ذكر المواطن عبدالإله العطوي أن هناك عدم جاهزية لتصريف مياه السيول، ولم تقدم الخدمات المطلوبة في أغلب الأحياء الجنوبية، فيما ذكر المواطن أحمد البلوي أن الشوارع مزدحمة بالسيارات المتعطلة بسبب الأمطار المتواصلة والسفلتة الرديئة والحفريات، التي تسببت في تجمع المياه، مما أدى إلى تعطيل الشوارع بأكملها وصعوبة إنقاذ المحتجزين بالداخل، فيما تقول المواطنة هاجر العطوي تلقيت اتصالا من إحدى صديقاتي تسكن في بداية حي الرويعات تنبهني بضرورة الخروج، وإخلاء المنزل تحسبا لأي طارئ لا قدر الله، وعلى الفور تم الخروج من المنزل في حاله ذهول دون أن نعرف إلى أين نتجه، وقبل أمر فرق الدفاع المدني بإخلاء المنازل، وتضيف المواطنة بدرية الحويطي قام العديد من أهالي حي الرويعيات بمغادرة منازلهم حاملين معهم أوراقهم الرسمية بعد شعورهم بقرب الخطر الذي يهدد المنازل بعد ان امتلأت بالمياة، وبعدها بساعة وصلت فرق الدفاع المدني وارتفعت أصوات الإنذارات، مطالبين الجميع بسرعة الإخلاء على الفور، وفي حالة هرع خرج الناس دون توجييهم إلى الطرق الآمنة، فيما لجأ الكثير إلى أقاربهم وجيرانهم في الأحياء البعيدة عن مجرى السيول، فيما أشارت المواطنة جواهر عودة إلى أنها اتصلت بالدفاع المدني بعد أن تلقت الأخبار من بعض زميلاتها بخطورة المكوث في المنازل، والاستفسار عن ذلك، حيث أمروهم بالخروج من المنزل تحسب لأي شيء طارئ، وعلى الفور تم إخلاء المنزل والتوجه إلى أحد الفنادق.