علي أحمد المطوع

الصعاليك هم فئة خرجوا عن قوانين أهلهم وذويهم، عاشوا في العصر الجاهلي، كانوا مطرودين من قبائلهم أو بالمعنى المعاصر خارجين عن القانون، فتم نفيهم إلى الصحراء؛ ليمتهنوا الصعلكة بكل أدبياتها وسيلة عيش وأسلوب بقاء.
وبالمثل تزخر بعض القنوات الفضائية بالكثير من صعاليك الرياضة، الذين يمارسون في هذه القنوات صعلكة إعلامية، ظاهرها النقاء والفروسية، وباطنها تصفية حسابات قديمة مع رفاق درب أو مع مشاهير ما زالوا يمارسون الركض في المضمار.
والعجيب أن هؤلاء الصعاليك الذين اختارتهم تلك القنوات لتكون أرضهم، يمارسون غاراتهم ا?علامة بوازع من وطنية كما يدعون وينفون عن شخوصهم تهم الحقد أو الغل والحسد، ويعلنون أن الوطن أو? وما سواه فهو عرضة للنقد . ويطرب البعض من شبابنا لمثل هذه الدعاوى الزائفة، ويراها البعض ا?خر فروسية شريفة تعيد الحق إلى نصابه. ولو أمعنا النظر في هؤلاء الصعاليك وفي تصرفاتهم، نجد أن ملاك تلك الفضائيات يوظفونهم لممارسة فروسيتهم المزعومة ولتصبح قضايانا الرياضية ورموزنا الوطنية من خلالهم مآكل على سمط الشامتين والحاقدين والجاهلين. إن الصعاليك يمارسون فروسية حمقاء يطبل لها ا?علام المتكسب والرخيص، فيصبحون نجوما لامعة في سماوات تلك الفضائيات، ولتصبح تلك الفضائيات صحراءهم التي يعيشون فيها ويختبئون.
إن قضايا الوطن ورموزه وهويته خط أحمر، لا يجوز ا?قتراب منه فضلا عن ملامسته، وما يفعله هؤلاء خروج عن نصوص المواطنة الحقة. إن سخافة القضايا المطروحة من قبل هؤ?ء تجسدها ركاكة اللغة وضحالة الفكر ونضوب المخزون الثقافي لهؤ?ء، وما حدث على هامش بطولة الخليج ا?خيرة من سجالات شتائمية يؤكد ذلك ويدعمه، ويؤكد أيضا أن هؤلاء الأشخاص الذين لا يلتزمون بأي قانون يمارسون أفعالا ابتزازية، وسطو لفظي متطرف يشبه أساليب الصعلكة القديمة، والمصداقية في طرحهم تستوجب ا?يمان المغلظة، وهذا يعكس أيضا إيمانهم العميق بفكرهم ونزاهة مطلبهم.
إن للوطن علينا حقوقا كثيرة، ومنها أن تبقى قضاياه داخل أسواره تفترش ثراه، وتلتحف سماءه وتكون تلك القضايا عرضة للنقاش وا?خذ والرد، بعيدة عن مزايدات الحاقدين وتجار ا?ثارة ورخيص الكلام.