محمد المبارك

الزواج من السنن الإلهية أولا، والإسلامية ثانيا، قال الحبيب المصطفى، صلوات الله وسلامه عليه، (الزواج سنتي ومن رغب عن سنتي فليس مني).
وقد قلت في مشاركة سابقة إن الزواج يصبح هاجس كل شاب وفتاة بمجرد أن يصل كل منهما إلى تلك المرحلة العمرية التي يكون مهيأً فيها جسديا وعاطفيا لذلك.
فإذا تم لهما ذلك (أي الزواج) فلماذا يبحث الرجال عن زوجة ثانية بعد فترة من الزمن (البعض منهم طبعا).. وما هي الدواعي إلى ذلك؟
هل هي دواع شخصية أم اجتماعية أم اقتصادية مثلا؟ لعل أقرب الأسباب والدواعي هي شخصية بالدرجة الأولى، ولعل الرجل يطرح الأسباب فيلقيها أيضا بالدرجة الأولى على المرأة بأنها مقصرة في حقوقه سواء أكانت تلك الحقوق منزلية مثل الإهمال في تجهيز حاجياته الخاصة أو المتعلقة بالمنزل من مأكل وملبس ومتابعة الأطفال.. إلخ، أو ما هو متعلق بالحاجة الجسدية والنفسية فيما بينهما.
والسؤال المهم هنا هل الرجل من خلال زواجه بالثانية يضمن استقرار حياته، بعد أن يتكبد عناء فتح بيت آخر، من دفع مهر وتجهيز بيت بجميع مستلزماته ومتطلباته؟، هذا من ناحية مادية وأما من الناحية المعنوية والتربوية فهل سيتمكن من العدل بين الزوجتين ومعاملة الأبناء من كلا الطرفين بنفس المعاملة الطيبة الحسنة؟.
وخلاصة القول (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)، فينبغي على الرجل الإحسان إلى المرأة وعدم الإساءة إلى أي من زوجاته سواء كنَّ اثنتين أو أكثر، وألا يفضل إحداهن على الأخريات فإن خاف خلاف ذلك فعليه بالصبر والرضا، فليس المهم التعدد بل المهم هو العدل والمساواة فيما بينهن.