كان ضجيج الثورات يملأ المنطقة، ينتقل كالنار في الهشيم من دولة إلى أخرى.

كان ضجيج الثورات يملأ المنطقة، ينتقل كالنار في الهشيم من دولة إلى أخرى. ظهر اسم السعودية وأنها بلد الثورة القادمة. وكان شهرا يرقب فيه الجميع الوضع حتى خيب الله آمال المغرضين وفشلت حنين.
22 مارس2011 بعد أحد عشر يوما من موعد الثورة الفاشلة، استقبل أبو متعب أبناء شعبه.. امتلأ المجلس بأطياف المجتمع وبدأت الكلمات بين يدي الملك وفيها من الإطراء الكثير، وعندما أدنى الميكرفون منه ليخاطب شعبه، توقع الكثيرون أن يكون خطاب نصر أو سياسة ليشرح كيف أفشلت دولته الفتنة.. ولكنه قال ما هو أهم: أرجوكم تشيلوا عني لقب ملك القلوب وملك الإنسانية، الملك هو الله ونحن عبيد لله عز وجل، أما هذه أرجوكم تعفوني منها.. لم يغر النصر الملك فنسي أساس حكمه وحكم آبائه وأجداده وهو التوحيد. ولم تغيره سنون الملْك التي بدأها 2005 برفضه لكلمة مولاي بل زادته تمسكا برسالة دولته. وهو ابن المؤسس البطل الذي انتفض عام 1363 هـ عندما ألقى أمامه شاعر قصيدة خاطبه فيها قائلا: أنت آمالنا وفيك الرجاء.. فصرخ عبدالعزيز تخسا، والتفت وقال: خذه علمه التوحيد يا ابن جاسر...
تذكرت كل هذا وأنا أرى حمية الناس على التوحيد بعد أن تجاوزه عنوان لمقال عن الملك، وتناقله الناس عبر تويتر، ورأي العلامة الفوزان في ذلك.. ثم اعتذار الكاتب عن خطئه.. ولأن التاريخ سيحكم على الدول بإيجابياتها وسلبياتها، سيكفي عبدالعزيز وأبناءه فخرا أنهم نهجوا التوحيد، وحفظوا بلاد الحرمين من البدع. وطن يعتذر فيه كاتب عن مبالغة في مدح ملك.. وشعب لا يرضى الخوض في حمى التوحيد. وملك لا يغره حب الناس فيرجو شعبه في عز مجده ألا يبالغوا في وصفه ومدحه.. إنها النعمة العظمى، أن تجد شعبا وملكا يعظمون التوحيد. اللهم أدمها..