بعد أن ضيقت الجهات المسؤولة الخناق على باعة الحطب، كان لهؤلاء طرق أخرى أكثر أمنا لتوزيع بضاعتهم إلى زبائنهم، حيث يستخدمون الإنترنت لتسويق الحطب بعيداً عن أعين تلك الجهات، سواء كانت وزارة الزراعة أو دوريات الأمن. ويستخدم الباعة وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك وواتساب لتصريف الحطب عبر بث رسائل تحمل أرقام جوالاتهم للزبائن عبر نظام اتصل نصل..
يتحدث مزعل عناد، أحد الباعة في سوق محافظة القرية العليا، عن ذلك قائلاً: لجأت لاستخدام تلك المواقع الاجتماعية لسببين، يتمثل الأول في الصعوبة التي نجدها في بيع الحطب، حيث ملاحقة الجهات المختصة ومصادرتها لبضاعتنا، وثانيا ما لمسته من سهولة التواصل مع الزبائن عبر مواقع التواصل، لديّ ألمام جيد بتلك المواقع، خاصة الواتساب، كما أنه سهل وآمن إلى حد كبير، الآن أضع الحمولة في مخزن داخل منزلي ولا أخرج الحطب إلا عند الطلب، بدلاً من عرض بضاعتي في الشارع والتعرض لخطر المصادرة.
ويتفق عبد المحسن الشريدة مع سابقه ويضيف بالقول: مواقع التواصل مؤثرة مع الزبائن، خاصة أن غالبيتهم من الشباب ويستخدمونها بكثرة، بل إنهم يساعدوننا بنشرها عبر الرسائل الجماعية. حقيقة لقد ازداد عدد الزبائن عن السابق، لقد صار صعباً أن أبيع الحطب في محلي الذي لا يوجد به إلا الفحم المستورد، كون بيعه مسموحا به.
يذكر أن بلدية محافظة قرية العليا وجهت إنذاراً نهائياً إلى 28 محلا مخالفاً بسبب بيع الحطب، وأخذت على أصحابها تعهدا بعدم عرض وبيع الحطب والفحم المحلي فوراً، مؤكدة أنها ستصادر أي كميات موجودة. وارتفع سعر الحطب المحلي في الأسواق المحلية بسبب المنع ودخول فصل الشتاء، ليصل سعره إلى 1500 ريال لحمولة سيارة نقل صغيرة بيك أب، من حطب الأرطى، فيما وصلت قيمة كيس الفحم الواحد إلى 120 ريالا، والشاحنة المتوسطة المعروفة بـالدينا إلى 3 آلاف ريال، والشاحنة الطويلة التي تسمى بـاللوري إلى 14 ألف ريال.