نجلاء صلاح الدين عيد

لاحظت في الفترة الأخيرة أن أي شيء يحدث من مصائب أو أمراض أو أحداث أو مواقف أو أخطاء في المجتمع يقولون حسد، حتى الموت ـ لا قدر الله ـ يقولون حسد، لدرجة امتناع بعض الناس من التزاور لعدم وقوع الحسد عليهم، رغم أنني مؤمنة بالحسد، وهو مذكور في القرآن الكريم ومن شر حاسد إذا حسد.
ولكن لا بد من عدم سيطرة الحسد علينا سيطرة كاملة، ونضع عليه كل أخطائنا، ويصبح شماعة، لا بد أن نطور عقولنا وأفكارنا.
يوجد بعض المعتقدات الشائعة والخاطئة في مجتمعاتنا، وهي وضع آيات قرآنية معينة مثل آية الكرسي والمعوذتين والخرز الأزرق ورسمة العين والكف، وغيره على صدر الأطفال أو الكبار؛ للحفظ من العين والحسد وغيره من الأمراض، كل هذا دجل وشعوذة، وامتهان لكتاب الله عز وجل؛ لعدم إدراك معنى وقدر تلك الآيات.
ولا يجوز للمسلم أن يعلق آية أو أدعية على رقبته لدفع شر الشياطين أو الاستشفاء بها من المرض؛ لأن الشافي هو الله عز وجل، وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تعليق التمائم.
ويعتقد بعض الناس أن إسالة الدم وتلطيخ السيارة به أو المنزل تدفع العين أو الجن، وهذا اعتقاد خاطئ ولا يجوز للمسلم فعله؛ لأن الذبح لغير الله تعالى شرك بالله عز وجل، ولا بأس على المسلم أن يذبح ويطعم الطعام ويتصدق لله تعالى بنية التقرب إلى رب العالمين، وشكر نعمه التي أنعم الله عليه من خير وبركة.
وتكمن خطورة هذه الاعتقادات أنها تمس عقيدة المسلم وتخدشها، وتوقعه في الكفر والشرك والمعصية، ولا بد أن ندرك أن العقيدة والدين هما ما ورثناهما من الكتاب والسنة النبوية وأهل العلم، لا المتوارث عن الآباء والأجداد أو العادات والتقاليد المخالفة لشرع الله عز وجل، والمسلم الحق ينقاد بتعاليم الكتاب والسنة، ويفوض أمره إلى خالقه، فيعيش مستكين الفؤاد لعلمه اليقين بأن مقادير الأمور بيد الله سبحانه وتعالى وتحت تقديره ومشيئته.