صورتان شهيرتان غيرتا تعاطف المجتمع الأميركي مع جيشه في فيتنام.. عززت الصورة الذهنية عن خطأ قرار جونسون مع توافد نعوش الجنود من هناك.

صورتان شهيرتان غيرتا تعاطف المجتمع الأميركي مع جيشه في فيتنام.. عززت الصورة الذهنية عن خطأ قرار جونسون مع توافد نعوش الجنود من هناك.
كيم فولك، الطفلة التي ركضت عارية من قصف النابالم 1972، وإعدام أحد أفراد المقاومة الفيتنامية بمسدس شرطي فيتنامي موال لأميركا. بدأ بعدها البحث في كيف تغزو الصورة العقل وتثير الانتباه وتغير الأحاسيس. هذا قبل أكثر من 40 سنة.. الآن أصبحت الصورة ومقطع اليوتيوب يشكلان الفكر وتجاوز مرحلة التأثير. ولأننا واحة آمنة بفضل الله ومنته في وسط بحور من الدماء والفوضى، فقد أصبحنا متلقين، وتخزن ذاكرتنا كل مشاهد القتل والدماء التي زاد سعيرها منذ عامين. وآخرها مشهد مقزز لا يرضاه إنسان، يظهر خالد الحمد، أحد أفراد المقاومة في سورية يأكل قلب جندي من نظام بشار!.
لم يعرف تاريخنا العربي إجراما أكثر من إجرام نظام الأسد، ولم يعرف وحشية أقسى من وحشيته.. ومنذ بدء الثورة والصور تتوالى عن فظائع جنود بشار التي لا تنتهي، حتى تكونت قناعة عند الجميع أنه مجرم قاتل. ولكن من صور لقطة أكل القلب وغيرها من بعض لقطات المقاومة ونشرها، إما أنه صاحب غباء لا يوصف أو أنه عميل لبشار.. وهنا أركز على من صور ونشر؛ لأن من فعل ربما فقد أهله وولده وزاغ عقله من كثرة القتل. فالحروب تحول البشر في بعض الأحيان إلى وحوش. لقطات مثل هذه توازي بين وحشية بشار والثوار عند الرأي العام العالمي، وتوحد المترددين أو من يريد ترك بشار خلفه وربما تعزز فرص بقائه. وقد بدأت كثير من مراكز الأبحاث وصحف عالمية تعلق على وحشية الثوار في وقت حساس تتوارد فيه الأنباء عن العمل على صياغة مخرج سلمي لسورية.
أكتب ما أكتب وأنا أبعد عن دمشق 1600 كلم، في بلد وقاه الله الفتن وعصم دماء أهله ورزقهم من الثمرات.. يا إلهي ما أكرمك.