خبراء يطلقون دعوات لاستراتيجية موحدة لتعليم 'العربية'
دعا خبراء تعليم اللغة العربية المشاركون في فعاليات الملتقى الدولي الأول لتعليم اللغة العربية للوافدين غير الناطقين بها، بالقاهرة إلى استراتيجية موحدة لتعليم اللغة لغير الناطقين بها، لتقديم أيسر الطرق والحلول لتعليم لغة القرآن.
وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، العميد الأسبق لكلية اللغة العربية الدكتور طه أبو كريشة لـ الوطن: إن الملتقى الذي يختتم أعماله اليوم بعد ثلاثة أيام من المناقشات تحت عنوان تجارب ورؤى مستقبلية، أتاح فرصة علمية رائعة لاستعراض التجارب الناجحة حول العالم لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، كما فتح المجال أمام التنسيق لاستراتيجية موحدة في هذا المجال.
فيما أعلن رئيس البنك الإسلامي للتنمية، الدكتور أحمد محمد علي، رغبة البنك في حماية حروف اللغة العربية التي تكتب بها بعض اللغات في الدول الإسلامية.
وقال مشاركون في الملتقى إن دعم تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها أصبح مهمًّا للغاية، في ظل انتشار حملات التغريب والتنصير التي يتعرَّض لها المسلمون غير الناطقين باللغة العربية، وإتقان هؤلاء للغة الضاد يقيهم مخاطر التغريب الثقافي.
وكان شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، برفقة مستشار رئيس الدولة للشؤون القضائية بالإمارات الدكتور علي الهاشمي، والسفير الإماراتي بالقاهرة محمد الظاهري ورئيس البنك الإسلامي للتنمية، الدكتور أحمد محمد علي، و17 سفيرًا من سفراء الدول العربية والإسلامية قد افتتحوا أمس في القاهرة فعاليات الملتقى الدولي لتعليم اللغة العربية. وقال شيخ الأزهر: إن الأزهر بدأ جامعًا إلا أن الله تعالى أراد له منذ البداية أن يكون معهدًا للعلم والبحث والدرس، وتأكد هذا بعد تبنيه لمنهج ومدرسة أهل السنة والجماعة. وتميز الأزهر بأمرين: الأول أنه المعهد الذي يمثل الوجه الحقيقي للإسلام ويمثل الوسطية والاعتدال في فهم الكتاب والسنة، ومثل ترسيخا لمبدأ الحوار بين طلابه وأساتذته.. ومن هنا كان من الصعب أنْ يظهر الخلاف أو التشدد أو المذهبية بين طلاب وعلماء الأزهر في أي زمن من الأزمنة. فيما رحب الدكتور أحمد محمد علي بالملتقى، خاصة أن اللغة العربية هي لغة القرآن، وقال: إذا كان الغرب يعمل على حماية لغته بكافة الأشكال، فما بالنا بلغة القرآن التي تتعرض للتشويه، وهناك مَن يستهدف منع غير الناطقين بالعربية من تعلمها؟ ولهذا لا بدَّ أن نعترف بتقصيرنا في حق تعلُّم وتعليم العربية، وتقصيرنا في ابتكار الوسائل المتطورة لتعليم لغة الضاد؛ ولهذا لابد من تعاون هذا المركز وغيره من مراكز تعليم اللغة العربية من أجل تطوير وسائل التعليم، ولا مانع من الاستفادة من المراكز الغربية المتخصصة في تعليم اللغات لإيجاد وسائل حديثة لنشر اللغة العربية على أوسع نطاق. وأكد على رغبة البنك الإسلامي للتنمية في حماية حروف اللغة العربية التي تكتب بها بعض اللغات في الدول الإسلامية قبل ضياعها، خاصة أن تلك الحروف تعد أحد الروابط المهمة بين الدول العربية والدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية.
ودارت مناقشات الأمس حول بحث سبل تطوير أساليب تدريس اللغة العربية، ومشكلات التقابل والتداخل اللغوي، واختبارات الكفاءة اللغوية نحو اختبار معياري مُوحَّد للغة العربية، وتحديد معايير كفاءة مدرس اللغة العربية لغير الناطقين بها، وتعليم اللغة العربية والثورة الرقمية، ومناقشة الخطة الخمسية لتطوير مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها؛ ليكون مرجعية عالمية، ولاسيما في البلدان التي أُنشأت فيها فروع للرابطة العالمية لخرِيجي الأزهر. وعلى هامش الملتقى ينظم معرض لمناهج وكتب وبرمجيات تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها.
يشار إلى أنه يشارك في الملتقى العديد من المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية الفاعلة في مجال تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، وفي مقدمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وجامعة أفريقيا العالمية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ومراكز ومعاهد اللغة العربية بالمملكة العربية السعودية، منها مركز جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ومركز طيبة والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.