مواطنون يتجهون لتحميل 'الأمانة' خسائرهم
في وقتٍ بات فيه سوء حال الشوارع وجبة رئيسية على مائدة المجتمع وكأسا مُرة اعتادهما الجميع في كل مجلس واقعي وافتراضي في السعودية؛ يتجه عدد من المواطنين من ساكني أحياء متفرقة بالعاصمة، في تحرك يعد الأول من نوعه لمطالبة أمانة الرياض بتعويضات مالية لأضرار كثيرة لحقت بسياراتهم بسبب تشققات وسوء واضح في شوارع يرتادونها بشكل يومي.
وفي جولة ميدانية قامت بها الوطن على وسط وكافة أطراف مدينة الرياض، التقت من خلالها عدداً من المواطنين الذين أكدوا عزمهم على التوجه كحل أخير لمطالبة أمانة الرياض بدفع تعويضات مالية عن الأضرار التي لحقت وما زالت تلحق بسياراتهم بسبب الحالة السيئة التي تعانيها معظم شوارع المدينة.
ويقول عبد الرحمن المعجل - أحد ساكني حي الروضة - (شرق مدينة الرياض) إنه أنفق ما يقارب الـ36 ألف ريال قيمة 18 إطارا لسيارته قام بتبديلها خلال 3 سنوات فقط. وذلك بسبب الإهمال الواضح لطرقات كثيرة في نفس الحي يرتادها بشكل يومي تعاني تشققات ومطبات عشوائية وحفرا وصف بعضها بـالألغام وسط تجاهل أمانة الرياض لشكاوى تقدم بها أهالي الحي لبلدية الحي مرات عدة.
حسن محمد هزازي الذي يسكن في حي العزيزية (جنوب الرياض) يقول إنه ومنذ انتقاله إلى منزله الجديد في هذا الحي قبل عام؛ تقدم بشكاوى عديدة بتوقيع جميع جيرانه لأمانة الرياض لإنهاء معاناتهم مع شارع حيهم المهترئ الذي اضطرهم لإصلاح سياراتهم مرات عدة وبمبالغ كبيرة، إلا أن الأمانة تفيدهم في كل مرة أنهم قاموا بتحويل الشكوى إلى بلدية الحي دون أي تحرك واضح باستثناء أنهم قاموا بترقيع بقعة لا يتجاوز محيطها المترين زادت الحال سوءاً.
ويضيف هزازي بأنه وجيرانه اضطروا في بادئ الأمر إلى شراء الإسفلت لردم ما يمكن ردمه من الحفر الموزعة أمام أبواب منازلهم خشية تضرر سياراتهم بشكل أكبر في مواسم الأمطار.
ويقول علي المانع الذي سكن في حي الغدير (شمال الرياض) لعام ونصف العام قبل أن ينتقل إلى مكان آخر إنه عانى كثيراً من عدة شوارع فرعية في ذات الحي الذي يعتبر من أفضل أحياء الرياض تسبب سوء حالها الواضح بتعطل سيارته مرات عدة، ويقول من أهم الأسباب التي لطالما دفعتني للتفكير في تغيير مقر إقامتي تلك الطرقات التجارية الفرعية التي تضطرني لتحمل أعباء وتكاليف إصلاح أعطال كثيرة ومتكررة في محركات سيارتي الأساسية، إلا أن تلك الطرقات تجدها في كل حي من أحياء الرياض، كما لو أنها مصير محتوم لنا جميعا.
ويضيف المانع تلك الطرقات الرئيسية والشوارع الفرعية التي لا يختلف اثنان على سوئها تتسبب في أضرار ميكانيكية في السيارات ولو كانت بسيطة في بادئ الأمر لكنها تتراكم لتؤدي وفي وقت قصير إلى تلف كامل لتلك الأجزاء الأساسية من محركات السيارة وتنقص من عمرها الافتراضي.
ويستكمل المانع حديثه قائلاً من الواضح للعوام أن أمانة الرياض والبلديات لا تعير هذا الأمر أي اهتمام أو مسؤولية، إذ إنهم يعتقدون بأن تلك التشققات الناتجة عن سوء أعمال وصيانة الطرق وضعف جودة المواد التي تدخل في التكوينة الإسفلتية وكذلك اختلاف مستويات الشوارع التي تخلفها أعمال الحفريات إضافة لأغطية الصرف الصحي التي من النادر ما نجدها بنفس مستوى ارتفاع الشارع؛ أمر طبيعي، بينما هي بطبيعة الحال الذي نعايشه يومياً تستنزف جيوبنا من دون أن ندرك.