مرت عشر سنوات منذ الاعتداءات الآثمة التي شهدتها الرياض والتي قام بها مجموعة من الإهابيين الذين فضلوا زراعة الخوف والقتل بين أبناء الوطن، بدلا من البناء والارتقاء به لمصاف الدول المتقدمة، فقاموا بتدمير المباني وقتل الأرواح وترويع الآمنين والمستأمنين ليقدموا للعالم درسا عمليا لمعاني القبح الإنساني.
عشنا تلك السنوات وما تلتها من أحداث متفرقة، شهدنا فيها القتل والترهيب في وقت استمررنا نتساءل فيه عن السبب الذي دعا هؤلاء لفعل ما فعلوه في بلادنا وهي الوحيدة ربما من بين دول العالم التي تعمل على تطبيق مفاهيم الدين بالشكل الصحيح وبالطريقة الأقرب لما كان عليه الحال في العصور الأولى.. فنبحث عن الإجابة في تصريحات من يبرر لهم وفي كلام من يحاول أن يجد لهم مخرجا فكريا، فلا نجد إلا أعذارا أقبح من الذنوب، وشركاء يدعون الصلاح وهم شركاء بأجندتهم وبتقيتهم اللعينة.
لست أوافق مقولة إن هؤلاء مغرر بهم، لأن المغرر يكون في الغالب دون سن الرشد ويسهل التأثير عليه وتوجيهه، بينما من قام بتلك الأفعال وربما يفكر ويخطط في أن يقوم بها مستقبلا في بلادنا ـ حماها الله ـ هم من البالغين الراشدين الذين تنطبق عليهم الحدود والعقوبات.
الإرهاب الذي شهده العالم منذ أحداث سبتمبر مرورا بأحداث الرياض وباقي العواصم هو شكل اعتدنا على مراقبته والتعاطي معه كأحد مسلمات الأعمال الإجرامية الحديثة، ولكنني هنا أنبه لخطر ربما يراه البعض وقد لا يراه آخرون، وهو الخطر الذي أصبح يقترب منا شيئا فشيئا، وبطريقة خفية متخفية تماما، كما كان الحال عليه قبيل ظهور ما أصبح يعرف بالقاعدة، فنشر الأفكار التي ظاهرها رومانسي بالمفهوم الديني وتحمل في ثناياها أجندات هدامة هو الخطر الذي يجب أن نحذر منه ونعمل على صده لكيلا نلدغ مرة ثانية.
القاعدة وباقي الجماعات التي تعمل على طريقتها تهدف لهدم الدول وإعادة بنائها وفق فهمها هي للدولة، وذلك لتحكمها وتطبق عليها تفسيرها القاصر لروح الإسلام، وفي ذات الوقت هناك جماعات عملت بذات الطريقة لعقود طويلة بشكل متخف بدأت اليوم تظهر وتكشر عن أنيابها في مسعاها الأممي لهدم الوحدة الوطنية وبناء مملكتها العالمية. ورغم اختلاف الطرق في الوصول للحكم بينها وبين القاعدة إلا أنهما تجتمعان في الهدف، فلننتبه ونعمل على حماية وطننا منهم.