رحلة لمعلم أراد دحر الخرافة منطلقا من إسطنبول إلى قلعة 'دراكولا'
هل تخيلت يوما أنك ستقرأ سيناريو لفيلم هوليودي قبل أن يعرض على الشاشة؟ وهل جاءتك رغبة في أن تقرأ فيلما قبل العرض؟، إن كنت قد تخيلت، أو جاءتك الرغبة حقا، فكل ما عليك هو أن تقرأ رواية المخوزق لأشرف فقيه، الصادرة عن دار أثر للنشر والتوزيع مؤخرا، وهي تقع في 252 صفحة. الرواية خليط من المعرفة، والتاريخ، وهي عمل يجعل من مخيلتك أشبه ما تكون بشاشة عرض سينمائية كبيرة حينما تتخيل مشاهد الرواية لتستوعب أحداثها جيدا، فـالمخزوق تحكي لك التاريخ بحياد تام، وقليل جدا أن نجد رواية تاريخية تكون محايدة، فقد استطاع الكاتب أن يكون محايدا في سرده للتاريخ، وذلك من خلال ابتداعه شخصية أورهان أفندي الذي أرسله السلطان العثماني إلى بلاد أوروبا لينتشل من داخل الناس الخرافة القائلة بوجود الشيطان، وعودته من قبره، وهذا الشيطان هو دراكولا أحد ملوك ولاشيا الذين ماتوا، بعد أن تمردوا على السلطان العثماني، لكن موته لم يكن على يد السلطان العثماني، إنما على يد أحد ملوك المجر الذين كانوا يناصبونه العداء.
الرواية عبارة عن رحلة لمعلم أراد دحر هذه الخرافة في أنفس العامة والدهماء، وما يواجه هذا المعلم من ويلات عبر رحلته هذه إلى بلاد أوروبا، منطلقا من إسطنبول عاصمة الخلافة العثمانية، وصولا إلى قلعة دراكولا على إحدى قمم الجبال بالقرب من ولاشيا.
المتتبع للأحداث ربما يشعر بأن العمل كتب ليكون فيلما سينمائيا، وأنه لا يحمل سوى التشويق والوحشية التي يرمي لها كثير من الأفلام لهدف ربحي تماما، لكن المتأمل أكثر يجد أن هناك سرا دفينا فيها، وهو كيف يتحول الإنسان إلى وحش كاسر؟ وكيف يصير دمويا لا يفرق بين إنسان وحجر وحيوان في سبيل أن يستولي على الملك؟ فشهوة الملك فوق كل اعتبار، ومن أجلها يمكن أن يتحول الإنسان إلى شيطان حقيقي.
وظف الكاتب كل مفردة داخل العمل، رغم أن لغة الرواية بسيطة وسلسة، لكنني أعتقد أن أجواء الرواية وفكرتها حتمت على الكاتب أن يكون بسيطا في لغته، لأنني لا أعتقد بأن الوحشية والدمار والموت تحتاج إلى لغة شاعرية، لأن الموت معناه كلمة واحدة وينتهي كل شيء.