لم يكن قائدا لـf15 الأميركية عائداً من قصف أفغانستان، ولم يكن مترجماً في سجن أبوغريب، ولا صهيونياً دنس الأقصى بقدميه.. بل كان مسلماً موحداً.. نراه قبلنا في المسجد.
عندما زاملناه في المدرسة كان هادئا مبتسما.. سنوات مرت حتى عاد إلى أسماعنا اسم الزميل، هذه المرة.. شهيداً.
محمد عبدالله البليهد، أحد شهداء تفجير انتحاري جبان، سالت دماؤه بلا سبب، وخطفت حياته، ليخرج الأميركان من جزيرة العرب! كان تفجير الحمراء قبل عقد نقطة فاصلة في مسيرة تنظيم القاعدة المجرم، فقد اعتدى على مجمعات مدنيين وقتل مسلمين. اختطف الحدث فريقان في نفوسهم مرض، أولهما: مبرر يربط الأحداث العالمية بما جرى في شرق الرياض.. والآخر: ينفث غلوا في الدين. ولأن دولتنا حباها الله نعمة الوسطية فقد تعاملت مع الحدث باحترافية، فدمرت عرى الإرهاب مستمسكة بالعروة الوثقى. ولأن السعوديين طيبون ومتسامحون نسوا ضحاياهم الأبرياء، وهذه ربما تحصل في أي مجتمع، ولكن الغريب أن يتصدر من حرض القتلة ليبرر لهم دعوات حرية الرأي والديموقراطية.
تغير الجلد وبدأ التلميع وتناسوا الدماء والدموع.. عشر سنوات انتقل فيها محرضو القتل ومبرروه من معاداة أميركا ودعوات الجهاد وفتاوى التمترس إلى التبشير بالصندوق وحرية الرأي! تغير الجميع وبدلوا مواقفهم وتصدروا وسائل التواصل وتفريعاتها. وظهرت دعوات لإطلاق محرضي التفجيرات من السجون. ونسي مجتمعنا أبرياء فقدهم أهلهم، وكلم والدوهم.. والدا صالح عودة فقدا ابنهما الوحيد، ولين وليان فقدتا والدهما محمد الشهيد. والملايين تتبع تغريدات المحرضين.. الذين أصبحوا ربيعيين!
يا من تغرد: فكوا العاني.. وماذا عن دم الشهيد؟!