سخط بعض المتابعين لقناة الجزيرة من نتائج بعض الدراسات الأخيرة التي تشير إلى تراجع مشاهدة القناة في الشرق الأوسط خاصة بعد أحداث الثورة المصرية، وادعى بعضهم أن مثل هذه الدراسات تهول من الأمور ولا حقيقة لذلك على أرض الواقع! وبغض النظر عن تراجع مشاهدة إحدى أبرز قنوات الأخبار في العالم العربي بنسبة 86%، إلا أن من الواضح أن الثقة بدأت تهتز وآن الأوان لتقييم أهداف الرسالة وبأي لون ستكتب!
خبر تراجع نسبة مشاهدة القناة القطرية ليس الأول هذا العام بل سبقه خبر في فبراير الماضي تراجع فيه عدد المشاهدين من 43 مليون مشاهد في اليوم إلى 6 ملايين فقط، واختلف فريق المحللين حول هذا التراجع؛ إذ وجد بعضهم أن أبرز من ستفقدهم الجزيرة هم المشاهدون المصريون الذي غيروا من وجهتهم وأصبحوا يملكون قنوات كثيرة تم افتتاحها بعد ثورة 25 يناير، فيما يرى فريق آخر أن القناة لم تنجح في الفصل بين الأجندة السياسية للدولة القطرية والخط التحريري للقناة التي تعتبر نفسها مستقلة، وانحيازها الواضح في تغطية الأحداث والربيع العربي!
أيا كان السبب فهو ليس مثل ما يطرح بين الفينة والأخرى بأن هذه القناة كانت سببا وراء إلهام المتطرفين بالقيام بأعمال إرهابية ومنهم الباحثة والسياسية الأميركية باميلا جيلير. وأعتقد أن أكثر ما يغضب المسؤولين على القناة حاليا هو كيف سقطت القناة من اهتمامات الملايين في أشهر بسيطة وهم الذين كانوا يتابعونها لسنوات طويلة؟!
هنا ينبغي أن يتوقف المسؤولون في القناة ويحاولوا إعادة النظر على الأقل في المضمون الذي يبثونه، ويقرروا مصير ذلك المضمون! يكفي أن نعود بالذاكرة إلى الوراء إلى تلك الأشرطة والفيديوهات لتنظيم القاعدة وقصة تيسير علوني، ونسأل قناة الجزيرة: ألم يحن موعد التغيير؟!