نضطر أحياناً لكتابة معلومات غير دقيقة في المطارات الأجنبية، ليس عمداً، بقدر ما هو عدم معرفتنا للمعلومة الدقيقة.
يحدث مع الكثيرين.. عندما يطلب منا أحياناً كتابة عنوان السكن؛ فنضع رقم صندوق البريد.. ولك أن تتخيل النكتة: إنسان يسكن في صندوق بريد!
عنوان السكن الدقيق مطلوب في كل مكان في العالم.. يفترض أن يكون لديك عنوان واضح.. نحن نكتب صندوق بريد.. أحياناً رقم عداد الماء.. أحياناً عداد الكهرباء.. أحياناً نضع أي رقم ونطمئن بعضنا بالقول: اكتب أي رقم، ما راح يدققون!
لماذا نتحدث عن ذلك.. قبل فترة - كما وصلني من أحد المسؤولين - قامت مؤسسة البريد السعودي بخطوة إيجابية في موضوع العنوان الموحد، من خلال توحيد الرقم المنزلي في جميع أحياء جدة الشمالية.. كانت هذه خطوة مهمة.. قامت أمانة جدة بالاستعانة بقاعدة بيانات البريد السعودي وخرائطه الخاصة ووحدت العناوين.. فأصبح لكل منزل في شمال جدة عنوان موحد سهل الحفظ.. الغريب أن وزارة الشؤون البلدية والقروية قامت خلال الأيام الماضية بإيقاف هذه البادرة الفاعلة.. وطالبت الأمانة برفض عناوين البريد ووضع عناوين خاصة بها!
لماذا؟.. لا أحد يعرف!
كنا ننتظر من وزارة الشؤون البدية والقروية أن تدعم هذه الخطوات المتطورة المهمة لا أن تعرقلها.. ننتظر منها أن تحث كل أمانات المناطق أن توحد عناوين المنازل في السعودية وتضعها في عنوان واحد يصبح مرجعا وطنيا موحدا، موثقا عالميا من خلال الخرائط الجغرافية ونظم وقواعد البيانات.. توحيد الجهود يحقق الفائدة من وجود العنوان كضرورة أمنية وصحية واقتصادية واجتماعية.. بل حتى مطاعم الوجبات السريعة تستطيع الاستفادة من هذا العنوان الموحد!
لكن حينما تكثر العناوين، ويصبح لكل مصلحة حكومية عنوان، ورقم خاص بها، سنضطر للعودة للعنوان الوصفي، وسنسكن وسط الصندوق مرة أخرى!