تمر بنا كل عام ذكرى البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، ونكتشف أننا في كل عام نمضي صعوداً في مدارج النمو سواء على صعيد ترسيخ البنى التحتية وتعزيزها أو من خلال التوسع في افتتاح المشاريع التنموية في كافة مدن ومناطق المملكة بما يخدم المواطن والمقيم في صحته وتعليمه وقضائه وفي وسائل مواصلاته واتصالاته.
وفي نفس المسار تشهد المملكة حضوراً متنامياً لوزنها وتأثيرها في عواصم القرار العالمية، تبعاً لما تتمتع به السعودية - ولله الحمد – من مكانة دينية عزيزة في قلوب المسلمين وأفئدتهم في كافة أصقاع العالم، الذين يولون وجوههم في كل يوم شطر هذه البلاد في صلواتهم ودعائهم، كما لا ننسى أيضاً مكانة المملكة الاقتصادية الدولية بحكم سياستها النفطية الحكيمة والمتوازنة التي تراعي الاحتياجات العالمية الماسة لهذه القيمة النابضة والناضبة في نفس الوقت.
ولا يمكن إلى جانب ذلك كله إغفال الدور السياسي الكبير الذي تكتسبه المملكة في المحافل الإقليمية والدولية نسبة لعلاقاتها المتوازنة وسياستها المتسمة بالحكمة والروية، وكونها تختط لنفسها مسافة قريبة من كل الفرقاء والأطراف المتنازعة بما يجعلها وسيطاً مقبولاً في الكثير من القضايا الشائكة، لكن هذا لا يلغي انتصارها للحق ووقوفها إلى صف المظلومين ودعمهم مالياً وعينياً.
لقد سعى خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله منذ أن تمت مبايعته ملكاً لهذه البلاد المباركة إلى تسريع وتيرة التنمية وضغط أزمان التنفيذ لكثير من المشاريع الرئيسية والهامة مما جعلنا نشهد توسعاً ملحوظاً في عدد الجامعات التي تضاعفت أعدادها وتوازعت في المناطق والمدن المختلفة مما خفف الضغط على الجامعات المركزية والمدن الرئيسية، والحال كذلك مع التحسن والتوسع في الطرق وإقرار المشاريع لربط مدن ومناطق المملكة بالقطارات الحديثة، كما لا يمكننا إغفال التطوير اللافت في الأنظمة وتحديثها في القضاء وأنظمة المحاكم، والحال كذلك مع ما حدث من تحولات لافتة بخصوص حل المشكلة الأكبر لسكان المملكة وهي أزمة الإسكان، التي هي ماضية إلى جعلها بعد أعوام قريبة شيئا من الماضي.
لقد سخر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ثروة المملكة خلال الأعوام الماضية للمضي في تنفيذ المشاريع الجبارة واستنهاض همم المواطنين للانخراط في هذه المهمة الكريمة من خلال توفير سبل الحياة الرغيدة والكريمة، ولقد تحولت المملكة في سبيل ذلك إلى ورشة عمل تدور تروسها في كل الطرقات والميادين بما يبشر بتحول تنموي كبير خلال السنوات القريبة القادمة عندما يتم الانتهاء وإنجاز معظم هذه المشاريع الكبيرة.
تعود علينا ذكرى البيعة في كل عام فنحمد المولى الذي منّ على هذه البلاد وأهلها بهذا القائد المخلص المحب والمحبوب، وإن من حسن الطالع أن نعيش تحت ظل هذه القيادة الرشيدة في ظل ما يعتور العالم العربي من ثورات وقلاقل وأزمات معيشية تذهب بعقل الحليم وتحير كل عاقل ورشيد.
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والاستقرار ثم ارزقنا شكر هذه النعم.