مشاعل عايد برزت في 'البورتريهات' واعتبرت ثقافة المجتمع تحديا لها
كغيرها من التشكيليات السعوديات كانت ثقافة المجتمع التي ساهمت في تأخر الفن التشكيلي النسائي وظهور فنانات بأسماء مستعارة، يمثلان تحديا كبيرا للفنانة مشاعل عايد التي رغم تجاهل موهبتها التي ظهرت في طفولتها إلا أنها عاودت الكرة لتظهر موهبتها بعد وصولها لمقاعد التعليم الجامعي وتميزت في الإسكتشات والبورتريهات لتصل إلى المتلقي بطريقتها الخاصة.
لم تخف مشاعل في حديثها إلى الوطن قناعتها بأن هناك نظرة ضيقة الأفق للرسم، وهي أن الرسم يدخل في ذوات الأرواح قائلة ننسى دائماً أن الفن التشكيلي يهذب الفكر والعرب قديما كانوا روادا في الفن التشكيلي والريشة والخط.
وأشارت إلى أن الفتاة السعودية تواجه صعوبة في تلقي المعلومة المناسبة لتطوير قدراتها في أي موهبة،سواء الكتابة، الرسم, النحت، ولذا تلجأ للجهد الشخصي، ونادراً ما تنجح في الوصول لمبتغاها، ولكن يمكن أن نقول إن الهاوية للرسم وجدت ربما ثقب ضوء في وسائل التواصل الاجتماعي كأكبر تجمع مثلاً تويتر الذي يجمع النخبة من الفنانين،وأصبح من الممكن أن تعرض عملها على صاحب الخبرة لتقييم العمل.
معترفة بأن الكثيرات من المحترفات في الرسم، يوقعن أعمالهن بأسماء مستعارة بسبب أن الفن ليس له متذوقون كثر،وهناك نظرة إقصاء للموهوبة من المجتمع على الرغم من أن الفن ثقافة.
وعن تجربتها التشكيلية قالت: في سن الطفولة، اكتشفت معلمة الفنية في الصف السادس الابتدائي أن لدي ميولا واضحة نحو الرسم، وتشكيل مادة العجين بأسلوب فني، وكانت في كل حصة تجلسني بجانبها وتوجهني،وشاركت في مسابقة رسم لخريطة المملكة العربية السعودية،لدقتي في رسم التفاصيل،لكن للأسف لم أجد الدعم في ذاك السن المبكر، ولم أشعر أن الفن التشكيلي مهم، سواء من الأهل أو التعليم، فتركته رغم حبي له والتأمل، حتى عدت للرسم بدون سابق إنذار في الدراسة الجامعية.
وأضافت مشاعل: وجدت نفسي في الإسكتشات وهي البداية لكل رسام, والبورتريهات، وبرزت في الإسكتشات لأنها تتحدى الوقت، وتبرز ملامح العمل أكثر، أطمح لرسم أحلام العالم في لوحاتي، وأحرص على اغتنام الفرص، وجعل بذور الفكرة تسبق الإتقان.
وتتابع مشاعل تثيرني للرسم التفاصيل التي تثير عاطفة المشاهد، وتجذبني الوجوه الممتلئة بالعواطف، الجمال الخجول، الزخارف التي تظهر في زينة الملابس الفاخرة، وأهتم بالفكرة، وطقوسي من يوم لآخر تتسع، لتصل إلى ما أريد في الرسالة الفنية.
وعن الفرق بين الهاوي والمتخصص وأكثرهما عرضة للتميز قالت المتخصص يعطيك التوجيهات لكن لا يعطيك كيف ترسم الإحساس، الهاوي يبدع في التمرد على الألوان، وعشق الجمال في الحياة, وكسر تفاصيل التفاصيل،والوقوف عند كل لحظة، ورسم الأحلام، الهاوي ينجح لأنه يصبر حباً وليس واجباً.
وعن دعم جمعيات الثقافة والفنون والأندية الأدبية، وصفته بأنه غير واضح, بالذات لطلاب وطالبات الجامعات. أنا أقدر كل من يدعم الفن الراقي ومن يكتب عنه، ليس لأنه يدعم الشخوص، بل لأنه يدعم الجمال.