نقلها النزلاء للخارج وتفوقت على 'البلاي ستيشن'
لم يدر بخلد نزيل بسجن حائل أن لعبته التي ابتكرها ستنافس الألعاب الشعبية الأخرى مثل البلوت وألعاب التقنية الحديثة، ومنها البلاي ستيشن.. ابتكر النزيل اللعبة مستعينا بالأدوات المتاحة بالسجن وقتها، ومنها قماش، وأقلام ملونة، وأغطية المشروبات الغازية البلاستيكية، ونقلها السجناء المفرج عنهم بعد ذلك إلى أصدقائهم وأقاربهم في المناطق الشمالية، الذين قاموا بدورهم بتطوير أدواتها دون المساس بقواعدها الأساسية، وبمرور الوقت أصبحت اللعبة الشعبية الأولى في استراحات شباب المناطق الشمالية، كما أكد ذلك لـالوطن بعض السجناء السابقين في سجن حائل. محمد العليان أحد محترفي لعبة الشيش في رفحاء قال إن لعبة الشيش جاءت لمحافظة رفحاء من مدينة حائل تحديداً، مبيناً أن أول من ابتكرها هم نزلاء سجن حائل بهدف التسلية أثناء قضائهم محكوميتهم، مشيراً إلى أن اللعبة انتقلت بعد ذلك إلى منطقة الحدود الشمالية، ومنطقة الجوف،
ومدينة حفر الباطن عن طريق طلاب الجامعات من أهالي المناطق المجاورة الذين يدرسون في جامعة حائل، أو طلاب حائل الذين يدرسون في جامعات المناطق الأخرى، وأصبحت بالتدريج اللعبة الشعبية الأولى في كثير من استراحات ومجالس الشباب في المناطق الشمالية. وعن اللعبة وأدواتها قال عيد العدوان إن اللعبة يمارسها أربعة لاعبين، كل اثنين يمثلان فريقا، وأدوات الشيش سهلة التجميع، ولا تحتاج إلا لقطعة من قماش الخيام ترسم عليها مسارات محددة بقلم خطاط، بين كل عشرة مسارات مربع أمان، وفي الوسط أربعة سجون، لكل لاعب سجن يوجد به أربعة أشخاص.
وحول تطوير اللعبة أكد اللاعب فوزي المغيران أن مطوري اللعبة قاموا بتطوير أدواتها فقط دون المساس بقوانينها التي وضعها مبتكروها، كرسم اللعبة على قطعة من قماش الخيام عند خطاط، أو رسام محترف، بدلا من رسمها على كراتين المشروبات الغازية في السجن، وكذلك تبديل أغطية علب المشروبات الغازية البلاستيكية المستخدمة كأشخاص باللعبة، ووضع بدلا منها دبابيس ملونة لسهولة غرزها على قطعة الخيمة.
ولفت المغيران إلى أن التعصب الرياضي كان حاضراً بقوة لدى مطوري اللعبة، فقد رسموا شعارات الأندية الرياضة الأكثر شهرة بالمملكة على مربعات السجن، فلا تخلو لعبة شيـش من وجود شعارات أندية النصر، والهلال، والاتحاد، والأهلي كـمربع سجن للاعبين، وقد أدى ذلك إلى زيادة الإثارة، والتعصب، والحماس لدى اللاعبين، وانتشارها دفاعاً عن النادي المفضل للاعب. وأكد المغيران أن لعبة الشيـش قتلت لعبة البلوت والبلاي ستيشن في المناطق الشمالية، وأصبح من النادر ممارسة أي لعبة غيرها في الاسـتراحات الشبابية في تلك المناطق.
من ناحيته، ذكر هاشم الحمصي (بائع محل خيام بمحافظة رفحاء) لـالوطن أنه اضطر إلى توفير طلبات لاعبي الشيش في المحافظة من قطع قماش الخيام، وأن كثرة الطلبات على هذا النوع من القمـاش لرسم لعـبة الشيش عليها أجبرته على توفير وتفصيل قطع خاصة حسب طلب الزبون، مشيرا إلى أن أغلب الزبائن يطلبون مترا واحدا مربعا، ويكلف من 20 إلى 30 ريالاً بدون الرسم.
وعن عدد المبيعات اليومية لقطع الخيام المستخدمة للشيـش قال الحمصي نبيع من 3 إلى 5 قطع يومياً، وأنا حاليـا بصـدد الاتفاق مع رسام محترف لرسم خطوط وشعارات لعبة الشيـش على قطع الخيام حسب طلب الزبون، وذلك خدمة مني لمحبي وعشـاق اللعبة التي بدأت أنا أيضاً في عشقها مؤخراً.