فريدريك هوف: السيناريو الأسوأ هو استمرار المذابح حتى النهاية
رجح مسؤول معهد السلام الأميركي ستيفن هيديمان، الذي أشرف على وضع دراسة عن الوضع المتوقع في سورية بعد سقوط نظام بشار الأسد أن تتسم الفترة الانتقالية في اليوم التالي لسقوط الأسد بقدر من الفوضى والعنف يلازمان عادة مرحلة من هذا النوع. وقال يوجد الآن في سورية نحو 300 مجموعة ومنظمة في معسكر المعارضة المسلحة. المجموعات التي أسست مصداقية ووجودا حقيقيا على الأرض هي القادرة على البقاء، ومن سوء الطالع أن قدرتنا على التأثير في أغلب تلك المجموعات معدومة تقريبا، كما أن الانطباع العام هو أن الولايات المتحدة لم تكن موجودة حين احتاجها الشعب السوري.
وعقّب فريدريك هوف، الذي لعب دور مستشار الرئيس الخاص للشؤون السورية حتى استقالته هذا الخريف على ما ذكره هيديمان، قائلا: على الإدارة أن تتوقع طريقا وعرا بعد الإطاحة بالأسد التي لا أشك أنها باتت وشيكة. وسوف نرى أحيانا ما يعجبنا كما أننا نرى سنرى أشخاصا يلعبون دورا قياديا ويناصبوننا العداء، ولكننا لا نستطيع التحكم في الأمور من بعيد أو من قريب. إن علينا ألا ننسى أن الثورة في سورية هي ثورة سورية.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت أول من أمس عن دبلوماسي يعمل في دمشق قوله: إن الأسد يدرك تماما أن عليه أن يرحل. إن مستشاري الرئيس في الدوائر العليا من الفئة الحاكمة يشعرون أن عليهم العثور على مناف مناسبة يلجؤون إليها. وكانت محطة فوكس نيوز الأميركية قد قالت في تقرير عن تطورات سورية: إن الوضع في القصر الجمهوري وقيادات الأجهزة الأمنية ومستشاري الرئيس يتحول إلى المزيد من الهلع مع كل قدم إضافي يقطعه الثوار في تقدمهم نحو العاصمة دمشق. وأشارت المحطة إلى أن استخدام صواريخ سكود يعكس الوضع النفسي المتردي داخل أروقة النظام.
وناقش الخبراء الأميركيون الوضع في دمشق بعد انهيار النظام السوري، وسط آراء تشير إلى أن مساعدي الأسد وكبار ضباطه قد لا يسمحون له بالفرار إذ إنهم يعلمون أن ذلك سيعني إعدامهم، وربما الانتقام من عائلاتهم. فضلا عن ذلك فإن الأسد ورجاله سيكونون محل نقمة من يؤيدونهم في الشارع على قلتهم باعتبارهم تخلوا عن مؤيديهم لإنقاذ رقابهم.
وقال هوف: إن السيناريو الأسوأ هو أن تستمر المذابح حتى النهاية، إذ إن لدى الرئيس السوري مساعدين يلومونه على أنه ضيع النظام، وأنه ليس قويا بقدر كاف، وأن عليه أن يستخدم كل الوسائل الممكنة لمواجهة الثوار. وبينما يقلل خبراء أميركيون من احتمال أن يقبل الأسد بأي حل دبلوماسي أو سلمي، فإنهم يؤسسون ذلك على ما يحدث عادة في مثل هذه الأحوال من وجود أوهام حول إمكانية إنقاذ الوضع، وتحويل الموقف من الهزيمة التدريجية إلى الانتصار.