تشييع جثمان الضحية واعتراف العاملة بطعنه 20 طعنة
شيعت جدة عصر أمس، جثمانَ أحدث ضحايا عنف العاملات المنزليات إلى مقبرة الفيصلية، في حضور جمع كبير من أقارب وجيران الأسرة، وعدد من أهالي جدة، وذلك بعد أن تم تسليم الجثمان من قبل جهات التحقيق إلى ذويه.
وباشرت دائرة النفس بهيئة التحقيق والادعاء العام أمس، استجواب العاملة الأفريقية التي أقدمت على قتل كفيلها الخمسيني في جدة أول من أمس، بطعنه عدة طعنات نافذة أودت بحياته، كاشفة عن أنها كانت تنوي قتل طفليه (توأم - 12 عاما) قائلة: إن هروبهما أنجاهما من القتل.
واعترفت العاملة أمام هيئة التحقيق والادعاء العام بتسديدها 20 طعنة لكفيلها وهو نائم على جانبه، وتبين من خلال التحقيقات أن ابني القتيل خرجا من غرفتيهما على صوت صريخ العاملة، وتحطيمها لمحتويات الغرفة، حيث لم يصدر القتيل أي صوت. كما عثرت الجهات الأمنية على صورة رجل من بني جلدتها ممزقة في غرفتها.
وبينما أكد الناطق الإعلامي بشرطة جدة الملازم أول نواف البوق، أن فريق الأدلة الجنائية بالشرطة أنهى أول من أمس، جمع كافة المعلومات والاستدلالات الفنية من مسرح الجريمة، وسلمت كاملة مع نتائج التحاليل لهيئة التحقيق والادعاء العام - دائرة النفس، متضمنة اعترافات العاملة بقتل كفيلها، أوضحت مصادر لـالوطن أن محققي الدائرة بدؤوا إجراءات الاستجواب الأولية للعاملة أمس، وأن الجانية بادرت بالاعتراف بجريمة القتل، وأن إصابة أحد الطفلين جاءت بفعلها أيضا، وأنها كانت تنوي قتل الطفلين لولا هروبهما.
وأكد البوق أن الشرطة عرضت القاتلة على طبيب نفسي أثبت سلامتها مما تدعيه من اعتلال نفسي، وأثبت أيضا كمال قدراتها العقلية وأنها لا تعاني من أي مشاكل أو أمراض، مشيرا إلى أن عملية استقصاء أسباب ودوافع القتل، تختص بالمحققين في هيئة التحقيق والادعاء العام.
وأوضح أن جثة القتيل بقيت في ثلاجة الموتى بالمستشفى، حتى استكمال كافة التحقيقات من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام، والخضوع للفحص من قبل الطبيب الشرعي، وأن ذوي القتيل تسلموا جثته أمس.
وذكرت مصادر لـالوطن في هيئة التحقيق والادعاء العام، أن المحققين في القضية سيسقطون أي ادعاءات تقدمها الجانية بشأن مرضها النفسي، كون الشرطة أرفقت بملف القضية تقريرا لطبيب نفسي ينفي إصابة العاملة بعلة نفسية، ويؤكد أنها أقدمت على جريمتها وهي بكامل قواها العقلية.
وقالت مصادر مقربة من أسرة الضحية: إن العاملة المنزلية جاءت بشكل نظامي للعمل لدى الأسرة، قبل نحو 7 أشهر، وأن الأسرة لم تلحظ عليها أي غرابة في تعاملها، وأنها دخلت أول من أمس إلى غرفة كفيلها الذي أجرى قبل عدة أيام عملية جراحية، ثم سددت له عدة طعنات توزعت بين الصدر والرقبة، ثم حاولت قتل أحد أطفاله، لكنها لم تتمكن وأحدثت به جرحا في الرأس، بعد أن تمكن الطفل من الهرب إلى منزل الجيران، فيما أحكم الطفل الآخر إغلاق باب إحدى غرف المنزل عليه، بسبب عدم وجود أحد في المنزل لحظة قوع الجريمة.
وذكرت أن صهر القتيل الذي استقبل منزله الطفل الهارب، أبلغ الشرطة فورا بالحادث، حيث باشرت الأجهزة الأمنية موقع الجريمة، وقبضت على الجانية، وحررت الطفل الذي تحصن داخل إحدى غرف المنزل، وأن العاملة وجدت مختبئة بإحدى غرف المنزل، وأنها ادعت حال القبض عليها مرضها النفسي.
وزار وفد نسائي من هيئة حقوق الإنسان العاملة مساء أمس في سجن بريمان. وطالبت عضو الهيئة جواهر النهاري بضرورة سرعة إصدار الأحكام في مثل هذه القضايا حتى لا تتفاقم المشكلة.