كشفت لي خدمة ببلي بأن زمننا مبلي، بعدد من الناس يتحدثون فيما لا يعلمون، ويحاكمون دون أن يتحققوا، وينظرون دون أن يبحثوا، حتى شعر السعوديون والسعوديات، بأنه تم استقطاع نسبة من رواتبهم عنوة دون علمهم، أو أنهم سيجبرون على المشاركة في الخدمة بعد أسبوع من إطلاقها.
وهذا بعيد عن الواقع، فـببلي خدمة عالمية اختيارية ليست حكراً علينا، كما أن النجوم المشاركين في الخدمة لهم منابر كثيرة مجانية، يستطيع الجمهور الوصول لهم من خلالها، فلا مبرر لكل هذه الضوضاء.
سألت نفسي عن أسباب هذا الهجوم، فخرجت باستنتاج، يقسم المنتقدين أو المحتجين إلى ثلاث شرائح، لها مبررات مختلفة:
الشريحة الأولى؛ ركزت هجومها وانتقادها، على الدعاة المشاركين في الخدمة، بحجة أن ذلك متاجرة باسم الدين، واسترزاق على الفتاوى والأذكار، وهذا يتناقض مع ما يقوله الدعاة دائما، بأنهم لا يستغلون محبة الناس ولا علمهم الديني في التكسب.
أتفهم وجة نظر الشريحة الأولى، ولعل فيما يقولون كثير من الصحة، وقليل من الاختلاف، يتعلق بمحاكمة محتوى ما يقدمه الدعاة، بمعنى إن كان المحتوى تركيزا على الفتاوى والأذكار، فهذا محتوى لا يجب المتاجرة فيه، أما إذا تركز على الحياة الشخصية وكواليسها، ومواقف يومية اجتماعية، ومعلومة حصرية مرتبطة برد على خصم، في قضية خلاف شخصي أو فكري، فإن ذلك من صميم هذا البزنس ولا إشكال فيه.
الشريحة الثانية؛ وضعت الجميع في سلة واحدة، دعاة وإعلاميين ولاعبين، ووصفتهم بالجشع والاستغلال، دون بحث وتقصٍ، وهذه شريحة تقدم الرأي نفسه، في أي قضية بحثاً عن دور بطولي حتى لو كان تضليل الناس هو الثمن.
الشريحة الثالثة؛ من أبناء الكار إذا جازت التسمية، أعني دعاة وإعلاميين، وهؤلاء يسيرون على منهج الحواري الشهير: ياتلعبوني..ياخرب، فبعضهم غضب لأن الإخوان في ببلي لم يعرضوا عليه، فقرر مهاجمة الخدمة، وتسجيل موقف بطولي في الوقت ذاته.