إيمان سعد الغامدي

بعد رؤيتي لمجموعة من مقاطع اليوتيوب المؤذية للعين والفؤاد ، كونها حقيقة من أقسى المقاطع التي رأيتها في حياتي، أخذت أفكّر بحال دُور الرعاية في بلدنا، ولإحقاق الحق فما شاهدته ليس من عندنا ولكن المغزى واحد! هل العاملون في دور الرعاية الاجتماعية لا يُمارسون هكذا ممارسات ضد العجزة والأطفال الذين لا حول ولا قوة لهم إلا بالله؟
وهل هناك قوانين وأنظمة صارمة تردع كل من تسوّل له نفسه أن يؤذي هؤلاء المغلوب على أمرهم أو حتى الحد من إهانتهم والمساس بكرامتهم؟
دخلت على موقع الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، تصفحت موقعهم وأخبارهم وفكّرت كم كنت أرغب في أن أتطوّع لعمل الخير لكن لم تسنح لي الفرصة لفعل ذلك.
الإنسان له حقوق متكاملة، من حقه العيش بكرامة وتوّفر المأكل والمشرب والمأوى والكرامة.. هل الفقر يهدم الإنسانية؟
كما يعلم القارئ بأن ثقافة العمل التطوعي في بلدنا مازالت تنمو وتحتاج إلى دفع أكبر من المحبين لعمل الخير في توعية الأفراد والمجتمع بأهمية العمل التطوعي وفوائده وإيجابياته. العمل التطوعي له مردود طيب على من يقوم به وعلى أفراد أسرته.
ميزة العمل التطوعي أنه يُعدّل السلوكيات وينمي روح العطاء ويوجه الأخلاقيات، فيه من المعاني والعبر الكثير مما لا تستطيع الكتب غرسه في النفس البشرية.
نحن كمجتمع، هل سألنا أنفسنا من فترة لأخرى، ماذا صنعنا للأفراد المحتاجين، هل إنسانيتنا وقفت قليلا وسألت عنهم، وهل هم نائمون بكرامة وكل احتياجاتهم ملباة؟
سابقاً كنت من الأشخاص الذين غفلت عقولهم عن رؤية ما حولهم، وانشغلوا بحياتهم المترفة ودراساتهم وتحقيق طموحاتهم والمجاملة لغيرهم.. بالمقابل أُهنّئ الجمعيات الخيرية وأصحاب الخير في الاهتمام بالمحتاجين والمتضررين الذين يرغبون في اهتمام أكبر بقضاياهم بلا شك.
ملّخص مفهومي كشخص متطوّع أنك ستشعر بتغيّر بعض المفاهيم عندما تُجربها بنفسك وأنك ستشعر بلذة حب الخير وعدم انتظار رد المقابل لجميلك وبقاء ضميرك حيا. عندما تُساهم في أحد أنواع التكافل الاجتماعي مادياً أو معنوياً، وفي آخر اليوم ستبقى إنسانا مليئا بالرضا عن الذات وراحة البال.. شعور جميل فالجميع يتمنى الشعور به، فهذه إحدى نتائج العمل التطوعي وعمل شيء أنت مقتنع به ومقتنع بآثاره المترتبة للنفع لمجتمعنا.
إذا كنا نتحدث عن الإنسانية فما بالكم بالوالدين ووضعهما في هذه الأماكن التي تدمع العين وتدمي القلب عن رؤية وضع أسمى من في الخلق (الوالدين أطال الله في أعمارهما) في أماكن ليست من مقامهما.