كلنا مع نشر الخبر أياً كان.. لكن يجب إعطاء هذا الخبر حجمه الطبيعي.. فلا يتم تضخيمه، أو إعطاؤه مساحة لا يستحقها، أو إبرازه بشكل غير مفهوم، أو توظيفه لخدمة قضية معينة، أو لمنفعة جهة، أو الإساءة لأخرى!
قبل سنوات كانت هناك صحيفة كويتية شهيرة اسمها الهدف.. كانت تلك الصحيفة تجد رواجاً كبيرا؛ لكونها تخرج بمانشيتات حمراء تتحدث عن غرائب الأحداث ونوادر الأخبار.. كانت تبحث بالمجهر عن خبر غير ذي أهمية في صعيد مصر، أو إحدى شقق السالمية، وتصنع منه قضية تتصدر صفحتها الأولى!
اندثرت تلك الصحيفة.. يقال إنها تحولت لصحيفة إعلانات بعدما تجاوزها وعي الناس..
الورطة أن هناك اليوم في يد كل شخص منا صحيفته الخاصة به، وتلفزيونه الخاص به، ووكالة الأنباء الخاصة به.. بمعنى الهدف تعود اليوم وتتصدر المشهد بآلاف النسخ الإلكترونية المطورة!
هاكم الحدث الأخير الذي وقع في جناح دولة الإمارات في مهرجان الجنادرية، والمتعلق باجتهاد أحد الفضلاء، لمنع ما رآه قد يتنافى مع أنظمة البلد.. إذ لم يكن الناس بحاجة لانتظار صباح الغد للبحث عن تفاصيل الحدث.. وصلتهم التفاصيل في ذات اللحظة عبر الكيك وتويتر.. ومما ضاعف انتشاره أكثر خدمة الواتس أب!
خبر هامشي صغير صُنعت منه قضية رأي عام، وتبودلت البيانات، وتم تقاذف المسؤوليات.. كان الناس في السابق يلومون بعض الصحف لاهتمامها بتصيد الأخبار وتضخيمها.. وهناك من يدّعي أن الصحف تصرف الرأي العام عن القضايا الكبرى من خلال تضخيم قضايا تافهة.. حسناً؛ من الذي ضخم الحدث الأخير؟! أليس أنتم أيها الناس؟!