لم توظفهم مؤهلاتهم فعملوا في مهن لا تناسب طموحهم
لم ينتظر عبيد الدوسري الفرصة الوظيفية التي ستوفرها له شهادة البكالوريوس التي حصل عليها في تخصص اللغة الإنجليزية، فالتحق بوظيفة ليس لها علاقة بتخصصه الذي كان يتوقع أن يفتح له أبواب الوظيفة في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص.
يقول الدوسري، الذي يعمل مراقب كاميرات في أحد الأسواق بالطائف، تخرجت من جامعة الطائف من قسم اللغة الإنجليزية، وأنا أحلم بمستقبل زاهر، خاصة أن جميع الشركات تشترط على المتقدمين لها إجاده اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة، ولكن بعد تخرجي وجدت أن هذا الشرط ليس إلا تعجيزا لمن لا يجيد اللغة الإنجليزية، أما من يجيدها فهناك اشتراطات أخرى كثيرة كفيلة بحرمانه من الوظيفة.
ويشير الدوسري إلى أنه لن يقف مكتوف الأيدي، ينتظر الوظيفة التي درس أكثر من 18عاما من أجلها فقرر أن يتخذ خطة بديلة للعمل في مجال لا يمت لتخصصه بصلة، وذلك من أجل أن يوفر له لقمة عيش كريمة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
وذكر الدوسري أنه التحق بالعمل مراقب كاميرات في أحد الأسواق، وهذا العمل ليس له علاقة بتخصصه إطلاقا، ولم يستفد من تخصصه في اللغة الإنجليزية، إلا أنه وجد احتراما من بعض زملائه الذين يرونه جامعيا، وأكثر تأهيلا منهم، مع أن العمل الذي يجمعهم واحد، والدخل بسيط لا يكفي لتكوين المستقبل.
وقال الدوسري: أنه يعتبر هذه الوظيفة خطة بديلة للطوارئ، سوف يمكث فيها حتى يجد ما يناسب تخصصه، أو وظيفة بدخل أعلى وهو على أتم الاستعداد لتعلم أي مهنة بعيدا عن تخصصه الجامعي؛ كي تسهل له الالتحاق بوظيفة أفضل.
عبدالله النمري، حاصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، التحق بالعمل في أحد محلات الكوفي شوب الشهيرة، وتعلم أصول مهنة إعداد القهوة بمختلف أنواعها حتى أتقنها وكذلك المشروبات الساخنة خلال شهرين فقط، وأثناء زيارة الوطن له في المحل، كان مشغولا بمهامه التي ليس بينها وبين تخصصه أي علاقة، وقال لـالوطن، إنه تعلمها بالممارسة وبرع فيها وكان على أتم الاستعداد لتعلم أي مهنة ليتكسب منها طالما لم توفر له شهادته الجامعية وتخصصه العلمي الوظيفة المناسبة، مشيرا إلى أنه يعتبر هذه الوظيفة خطة بديلة منها يكتسب شهادة خبرة لعلها تفتح له باب فرصة وظيفية أفضل إلى جانب مؤهله.
مشرف المقهى ومدرب الموظفين الجدد فيصل الزهراني يقول: أسندت إليَّ الإدارة تدريب الموظفين الجدد على أعمال مهنية في المقهى، وقمت بتدريب 7 موظفين جامعيين عملوا في الكوفي شوب خلال الفترة الماضية، ومعظمهم غادر بعد أن حصل على فرصة وظيفية أفضل ولم يتبق منهم سوى اثنين هما: عبدالله وزميل آخر.
وذكر أنه قام بتدريب الجامعيين على إعداد القهوة بمختلف أنواعها، والمشروبات الساخنة وحسن التعامل مع الزبائن، ولمس فيهم استعدادا لتعلم هذه المهن على الرغم من أن تخصصاتهم الجامعية بعيدة كل البعد عما يمارسونه في الكوفي شوب، حيث من بينهم خريجو أقسام الحاسب الآلي وإدارة الأعمال وغيرها من التخصصات النظرية والتربوية.
أما مشرف الأمن بسوق العبيكان التجاري أحمد الشهري، فذكر أن عددا من الجامعيين في تخصصات نادرة تقدموا لوظائف حراس أمن داخل السوق، كوظائف موقتة لحين الحصول على وظائف تناسب مؤهلاتهم.
وأشار إلى أن وظائف الأمن لا يشترط لها مؤهل جامعي أو تخصص معين، لكنه لمس في الجامعيين قدرة على التخاطب مع الجمهور، وإدارة الأمن خلاف غيرهم من حملة الشهادات الدنيا، وقال الشهري: نفضل الجامعي مهما كان تخصصه، حيث نجد فيهم كفاءة وقدرة على التفاعل مع الجمهور، ولكن معظمهم يغادرون بعد فترة، حيث إنهم في رحلة بحث مستمرة عن أفضل الفرص الوظيفية، والتأقلم مع كل وظيفة مهما كانت بعيدة عن تخصصاتهم من أجل لقمة العيش.