إذا أردت أن تقيس أهمية موضوع ما أو أن تعرف اهتمامات شعب ما فاذهب إلى تويتر. هذا المكان الصاخب يعطيك أي شيء وكل شيء، حتى نفسك تستطيع أن تتعرف عليها من جديد هنا. الصورة أصبحت ثلاثية الأبعاد في تويتر، وتجيب عن أسئلة، من، كيف، لماذا، ببساطة.
في البداية، وهنا نتحدث محليا سعوديا، جاء تويتر حاملا معه مشاهير القوم ليغدق عليهم بالمزيد من الشهرة، ثم انطلقت الحسابات المجهولة التي رفعت من سقف أهمية وجودها بنوعية الأخبار التي تبثها، أو لنسمها تسريبات فضائحية تستهدف رموزا وحكومات.
حتى الآن يبدو الأمر طبيعيا، فالمشاهير أدمنوا شهوة الشهرة وراحوا يتطاولون في الأرقام، والأخبار الفضائحية جبل الإنسان على حب ملاحقتها ليرضي فضوله الفطري.
اليوم دخلت على الخط مجموعة من الحسابات – يوزرات وليسوا أشخاصا - تعتمد على النكتة وخفة الظل، لتسجل أرقاما كبيرة في أعداد المتابعين بشكل مفاجئ وخطير، في حالة تعبر عن مدى خفة دم الشعب أو بشكل أدق حاجته لـخفة الدم وتجرع المزيد من الضحك.
أن يكون صاحب الحساب شخصا معروفا، كأن يكون فنانا كوميديا يحضر في تويتر ليواصل رسالته الفنية عبر إضحاك الناس وإدخال السرور إلى قلوبهم، فذلك أمر مقبول وطبيعي، لكن المسألة يبدو أنها رصاصة موهبة وجدت فوهة لتنطلق منها.
سأستشهد بعدد من الحسابات الشهيرة التي أصبح لها حضور قوي في تويتر وتعدت شهرتها بعض المشاهير في عصر ما قبل تويتر بمراحل كثيرة، كالفنانين والرياضيين والكتاب وغيرهم.
هناك حساب لسيدة تستخدم يوزر دبيه، وعبر هذا الحساب تواصل دبيه رمي النكت والذبات والحش في نفسها ووزنها الكبير وطريقة تعاطيها مع الأكل، بشكل استحسنه المتابعون الذي وصلوا إلى أكثر من 100 ألف في أيام.
وحساب آخر اسمه مواصلة وهذه السيدة، رغم أنها تعتمد على النقل كثيرا وطريقة فولو مي فولو باك، لكنها استطاعت على أقل تقدير أن تثبت مع رفيقتها دبيه أن المرأة لديها الحس الفكاهي الجاذب، وليس كما كنا نعتقد، وأن الشعب السعودي جاء إلى تويتر ليضحك ويضحك كثيرا.