وقبل كل شيء يجب أن تجهز لوحة إعلانية بحجم عمارة كاملة لتعلن فيها عن مهرجانك السياحي المنتظر قبل شهر كامل من انطلاقه، ثم اكتب فيها بالبنط العريض عن فعالياتك الحقيقية وغير الحقيقية، وتلك التي ربما تحدث في أحلامك فقط! احشر في اللوحة السابقة كل ما تجود به ذاكرتك من أسماء المشاهير تحت عبارة ضيوف المهرجان ثم يجب ألا تقلق من أن يحاسب أحد لو لم يحضر أي منهم! يجب أيضا ألا تنسى حشو اللوحة بكلمات رنانة كـهدايا قيمة ومفاجآت فورية وسحوبات يومية حتى وإن كانت نسبة الصدق في عباراتك السابقة تساوي النسبة المئوية لفوز منتخب مكاو على منتخب البرازيل في مباراة كرة القدم! يجب أن تصبح اللوحة في النهاية كعلبة ألوان غير متجانسة تختلط فيها الألوان بعبثية عجيبة تصيب الأعين بكل أعراض الزغللة!
الآن، دع الابتكار جانبا ثم اعتمد في روزنامة مهرجانك كل الألعاب القديمة التي شبعت موتا، تلك التي تنتمي للقرون الوسطى كـشد الحبل ولعبة الكراسي وأكل التفاح، يجب أيضا أن تكون لديك خطط بديلة لقتل الملل وكسر الرتابة التي ستصيب الجمهور الكريم من ألعابك السابقة كـلعبة البالونات أواستخراج العملة المعدنية من الدقيق.. ثم لك الآن أن تكتشف الأزمات النفسية الجديدة التي ستصيب الجمهور الحاضر!
لا نظن أن فقرة أطول وأقصر رجل في العالم قد غابت عن ذهنك, إن اعتمدتها بالفعل فمن غير المستحسن فرض رسوم على التصوير مع أبطال هذه الفقرة، لأن الأكيد أن كل زوار المهرجان يملكون صورة مماثلة مع نجومها من مهرجانات سابقة!
يجب أن يشرف على الفقرات السابقة أحد نجوم البرامج التلفزيونية الذي يستطيع بقفشاته الكوميدية أن يصيب نصف الجمهور الكريم بـارتفاع حاد في ضغط الدم والنصف الآخر بـانخفاض حاد في نسبة السكر!
نرجو ألا تنسى أن النسخ المشابهة لمهرجانات القص ـ لصق تعتمد هي الأخرى مسرحا مخصصا للأطفال وليس مهما بعد ذلك أن يخرجوا منه بأي فائدة تذكر!
كنصيحة أخوية فإنه من المستحسن أن تكون فقرة الختام اليومية لهذا المهرجان هي الألعاب النارية وذلك على الأقل لإيقاظ النائمين الذي أصابتهم فقرات مهرجانك السابقة بنوبة نوم طويلة!