من الطبيعي أن تتضايق عندما ترى مشروعا وطنيا متعثرا، ومن المتوقع أن تتساءل بحرقة عن تأخر تنفيذ بعض المشاريع والبرامج، بل إن ذلك يقع ضمن دائرة واجبات المواطنة الحقة، وضمن مسؤوليات كل فرد تجاه مجتمعه، لكنه من غير الطبيعي أن يتمحور حديث الإنسان كله تجاه تلكم السلبيات وفقط، ويتجاوز مجمل الإيجابيات المتناثرة هنا وهناك.
الإشكالية الكبرى هي حينما تسيطر هذه الأفكار السلبية على تفكير الفرد، وتمسي النافذة التي يطلّ منها تجاه كل شيء، فالرؤية السلبية لديه مقدمة دائما، دون أن يدرك أن تفاوت الإنجاز، بل غيابه في بعض المشاريع سنة كونية، وشيء متوقع، صحيح أنه لا بد من المساءلة وعقاب المسؤولين عن ذلك، ولكن دون أن يؤثر هذا على نظرتنا نحن للحياة.
وللأسف تصل هذه النظرة السلبية ذروتها عند الحديث والتخطيط للمشاريع الجديدة، فيصبح البعض حجر عثرة أمام تخطيطها قبل التنفيذ، بحجة أنها لن تقوم ولن ينجز منها شيء، عطفا على المشاريع الأخرى المماثلة التي تعثرت أو توقفت! لذا يجب أن تكون نظرتنا تجاه المشاريع الوطنية المتعددة نظرة متوازنة، وأن نستمر في نقد ما نراه تقصيرا من مسؤوليها، دون أن نصل إلى مرحلة النظرة السلبية، وهي المرحلة التي يتمنى البعض وصولنا إليها، حينها تصبح الساحة خالية لهم، ليمارسوا هوايتهم المفضلة في التعطيل والانتفاع من المال العام، ثم تزداد نظرتنا السلبية أكثر وأكثر، لتصل تلكم الممارسة في نهاية الأمر إلى حياتنا الشخصية، وتؤثر على علاقتنا دائرة الأسرة وضمن محيط الأصدقاء وزملاء العمل.
خلاصة الحديث؛ دع عنك السلبية، ودع الأفعال الإيجابية تتحدث عن نفسها.