وجهت قوائم الأفضلية القارية لعام 2012 المعلنة من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، طعنة جديدة في خصر الأندية السعودية ونجومها، مقدمة فصلاً جديداً من مسرحية التجاهل التي يصر الاتحاد القاري على عرضها بأسلوب مستفز منذ أعوام، وكشفت القوائم الثلاث، بعيداً عن القائمة الخاصة بالمرشحات لأفضل لاعبة، عن إجحاف كبير في حق 3 فرق سعودية سجلت حضورها اللافت في دوري أبطال آسيا الذي اختتم مطلع نوفمبر الحالي، وقدمت خلاله أسماء كثيرة محلية وأجنبية أثرت القيمة الفنية لمواجهات البطولة الأقوى منذ بداية مراحلها الأولى وحتى أدوارها النهائية.
انتقائية غير عادلة
بدا واضحا أن قائمة الأفضلية لجائزة أفضل لاعب آسيوي، لم تستند في ترشيحاتها على حضور أصحابها في دوري الأبطال فقط ولا على مستوى تواجدهم مع منتخبات بلدانهم، وهو ما يؤكده تواجد اسم المدافع الأسترالي لوكاس نيل، الذي غادر مع فريقه الجزيرة الإماراتي (قبل أن ينتقل للوصل) على يد الأهلي في دور الـ16 بعد مواجهة مثيرة جمعتهما في أبو ظبي، وأسهم لوكاس في إقصاء فريقه بإهداره ركلة ترجيح حاسمة، فيما يكشف ترشيح مهاجم بيروزي الإيراني علي كريمي الفائز بالجائزة في عام 2004، أيضا انتقائية غير عادلة، كون الأخير لم يعد سوى (شبح نجم) إثر تراجع عطائه منذ ما يقارب الموسمين بسبب الإصابات رغم تواجده مع المنتخب الإيراني ما بين القائمة الأساسية ودكة البدلاء.
غياب غير مبرر
وبعيدا عن استحقاق أفضل لاعبي دوري الأبطال 2012، استحق نجم وسط أولسان هيونداي ومنتخب كوريا الجنوبية لي كيون التواجد في القائمة كأقرب المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب آسيوي، بفضل أدائه الثابت وتألقه مع فريقه ومنتخب بلاده، لكن كان من المنصف أن يكون مهاجم فريق الاتحاد، الدولي السعودي نايف هزازي بصفته ثاني هدافي دوري الأبطال بـ8 أهداف وضع بها فريقه على أعتاب النهائي قبل الخروج أمام الأهلي، متواجدا بين الأسماء الخمسة، بيد أن غيابه المثير للدهشة وتفضيل كريمي وبنكر وبدرجة أقل نيل وزهي، يشكك مرة أخرى في أهلية القائمين على جوائز الأفضلية في الاتحاد القاري، ويدفع المتابع الرياضي للتساؤل بشأن المعايير التي يستند عليها هؤلاء في اختياراتهم، إن كانت فنية أم مجرد ترشيحات تعتمد على أصوات أقوى ونفوذ أوسع.
المفاجأة الكبرى
سجلت قائمة المرشحين الخاصة بجائزة أفضل لاعب أجنبي في آسيا، المفاجأة الكبرى بخلوها من اسم البرازيلي فيكتور سيموس الذي تألق كثيراً في دوري الأبطال مع فريقه الأهلي وقاده لبلوغ النهائي بتسجيله 7 أهداف حاسمة وضعته ثالث هدافي المسابقة، في وقت حملت القائمة أسماء 3 برازيليين آخرين، هم مهاجم سباهان الإيراني برونو كوريا، ولاعب وسط الكويت الكويتي روجيريو كوتينيو ولاعب الجزيرة الإماراتي ريكاردو أوليفيرا، وباستثناء الأخير الذي تصدر قائمة الهدافين بـ12 هدفاً، كان إدراج اسمي برونو وكوتينيو على حساب سيموس مثار دهشة الكثيرين، ليس لمردودهما الفني وحسب بل بمقارنة منجزهما هذا العام مع ما حققه مواطنهما مع الأهلي على الصعيد التنافسي، فاللاعب برونو غادر البطولة مع فريقه سباهان من ربع النهائي على يد الأهلي تحديدا، كما لا يبدو مبررا اعتبار تحقيق كوتينيو للقب كأس الاتحاد مع فريقه الكويت، حجة لوضعه في القائمة واستبعاد سيموس بسبب الهوة الشاسعة فنياً وإعلامياً بين مسابقتي دوري الأبطال وكأس الاتحاد التي تحتضن أندية الدول الأدنى تصنيفا في آسيا.
سطوة الشرق
قوائم الأفضلية المعلنة وإجحافها الكبير بحق الكرة السعودية لم تكن بالأمر الجديد، فقراءة بسيطة لما يدور في كواليس الاتحاد الآسيوي، تكشف لصاحبها جيداً مدى التناقضات التي يعيشها الاتحاد القاري والضعف الواضح في قراراته التي باتت ظاهرة، سنكتفي فقط بالإشارة لـتربصه بالأندية السعودية عبر قرارات فورية عاقب من خلالها جماهير الأهلي والاتحاد بسبب سيجارة أشعلها مشجع للأول في ممر ملعب خارج أرضه، وقارورة قذفها أنصار الثاني، في حين لايزال مشهد قنبلة جماهير سباهان الإيراني خلال لقاء فريقها بالأهلي وكادت تودي بحياة لاعب، يحقق أعلى نسبة مشاهدة في موقع اليوتيوب منذ شهرين، وتقرير مراقب اللقاء يمكث بـسلام في أدراج لجنة انضباطه وعقوباته.