الرياض: خالد العويجان

- قال بعد لقاء الفيصل: وجدنا في السعودية قلبا دافئا وأذنا صاغية ويدا ممدودة. - أطلعت الرياض على بلوغ الوضع في سورية مرحلة لا تطاق. - أكد أن 'الثورة' لن تستثني نصر الله من الملاحقة.

أكد رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا، أنه وجد في المملكة قلبا دافئا، وأذنا صاغية، ويدا ممدودة، مشيرا إلى أن الموقف السعودي كان مساندا لرغبة الشعب السوري منذ اليوم الأول للثورة السورية.
وقال صبرا في حوار مع الوطن إن المعركة التي يخوضها الثوار ضد النظام، هي معركة العروبة في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة. وانتقد الموقف الروسي في دعمه لنظام بشار الأسد، معتبرا أن السياسة الروسية، باعت علاقة خمسين عاما مع المجتمع السوري، مقابل نظام زائل.
وأكد صبرا أنه ستتم محاسبة كل من ساند النظام السوري في سفك دماء الشعب، بمن فيهم زعيم حزب الله حسن نصر الله.


عارض رئيس المجلس الوطني السوري الجديد جورج صبرا، فكرة حصوله على ضمانات من قبل المملكة العربية السعودية، تدعم موقف المجلس ككيان سياسي شرعي يُمثل جميع أطياف الشعب السوري على اختلاف انتماءاته، على اعتبار أن الموقف السعودي كان مُسانداً لرغبة الشعب السوري منذ اليوم الأول للثورة السورية في كفاحها ضد النظام الأسدي في دمشق. وعلل الرجل ذلك بالقول كالعادة وجدنا في السعودية قلبا دافئا، وأذنا صاغية، ويدا ممدودة، بكافة أنواع وأشكال المساعدة والمساندة.
وانتقد صبرا خلال حديث مطول أجرته معه الوطن عبر الهاتف، الموقف الروسي المتعنت والمتزمت في دعمه لنظام بشار الأسد، بما جعلها – أي موسكو - تتخلى عن التزاماتها السياسية والإنسانية والأخلاقية في مقابل الشعب السوري، بل بلغ الأمر أكثر من ذلك، حين وضعت نفسها في موضع عداء مع الشعب السوري، واعتبر أن السياسة الروسية، باعت علاقة 50 عاما مع المجتمع السوري، مقابل نظام وصفه بـالجواد النافر، والسلطة الزائلة.
واعتبر صبرا أن اتفاقية جنيف لم تعد صالحة للتطبيق، واصفا إياها بـالكرت المحروق، ولا يمكن أن يعتمد عليها كأساس في حل الأزمة السورية، فيما رأى أن الشعب السوري هو من يحتاج إلى ضمانات لانتقال سلمي للسلطة، وليس الروس، مهاجما دعم إيران للأسد، وتزويده لقناصة تشارك في عمليات القتل اليومية.
ولم يستثن رئيس المجلس الوطني السوري، فكرة محاسبة كل من ساند النظام السوري في سفك دماء الشعب السوري، بمن فيهم الرجل الأول في حزب الله اللبناني، حسن نصر الله بسياسة حزبه، الذي أساء بأشكال سياسية ومعنوية ومادية للثورة السورية.
باح صبرا بالكثير لـالوطن في هذا الحوار:
هل لي بمعرفة ماذا بحثتم مع الحكومة السعودية بحكم وجودك في العاصمة الرياض مؤخرا؟
جئت تلبية لدعوة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، بحثنا مجمل تطورات الوضع السوري في هذه المرحلة وآفاق المرحلة المقبلة خاصةً بعد إنشاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ووصول الوضع في بلدنا إلى حالة لا تطاق من حيث العنف الذي يطبقه النظام على المجتمع، وحجم حاجة السوريين للدعم العربي والدولي من كافة الأطراف، وكالعادة وجدنا في السعودية قلبا دافئا وأذنا صاغية ويدا ممدودة بكافة أنواع المساعدة.
هل حصلتم على ضمانات معينة من المملكة العربية السعودية؟
لسنا بحاجة لضمانات من قبل حكومة المملكة، لأن الجميع يعرف مدى حرص السعودية على دعم اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا، ودعم الرياض سياسيا لنا في المجلس الوطني السوري منذ اليوم الأول لولادة الثورة السورية، ليس الجانب السعودي هو من تطلب منه الضمانات.
عروبة المنطقة
على الرغم من أن هذه المساندة تؤخذ سلبا على المملكة أحيانا من قبل بعض المتصيدين إن جاز التعبير؟
كما قلت للأمير سعود الفيصل، المملكة مملكة العرب، هي عربية ثم سعودية، دائما عشم العرب فيها كبير، ولم تخيب أحدا، ليس فقط نحن في سورية، في كل الدول التي تبرز حاجتها لدعم سعودي إعلامي أو سياسي أو مادي ومن كل نوع كانت تجد مساندة ومواقف شهمة من قبل المملكة، فما بالك بالعلاقة السعودية المميزة مع سورية تاريخيا واجتماعيا، هناك علاقات تربط المجتمعين، وفوق ذلك، هذه المعركة التي يخوضها الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة، هي معركة في الوقت نفسه من أجل عروبة المنطقة كي لا تبقى سورية ممرا ولا مقرا للنفوذ الإيراني في المجتمع العربي.
انحسار النفوذ الروسي
قبل النفوذ الإيراني دعني أتناول معك الموقف الروسي، تزامنت زيارتك مع زيارة وفد روسي للرياض، كيف ترى موقفهم من النظام الأسدي بعد كل هذه الفترة من الحرب الطاحنة في سورية.؟
للأسف الموقف الروسي ما زال على حاله، تكاد السياسة الروسية تقول إنها تدافع عن نفسها، وتجاهلت 50 عاما من العلاقة المميزة بين الشعبين الروسي والسوري. السياسة الروسية ضربت بتلك العلاقة عرض الحائط، لأول مرة تُحرق الأعلام الروسية في بلادنا، الروس وضعوا أنفسهم في محل العداء، قلنا لهم ذلك. كانت روسيا مثالا للدولة الصديقة التي تعلم فيها أبناؤنا وزودتنا في وسائل الدفاع والخبرة والمعرفة للدفاع عن أنفسنا ضد أعدائنا، السياسة الروسية تتبنى سلطة زائلة في سورية ولا تشكل شيئا في سورية الآن، وتراهن على جواد نافر بشكل واضح وتتخلى عن التزاماتها السياسية والإنسانية والأخلاقية.
باع الروس العلاقة مع المجتمع السوري من أجل النظام السوري؟
هذا واضح وأقل ما يمكن أن يقال عن الموقف الروسي للأسف.
احتراق ورقة جنيف
خصوصا أنهم لا يزالون متمسكين في ورقة جنيف؟
خطة جنيف كرت احترق، كونها ورقة اختلف حولها المجتمع الدولي، من اللحظة الأولى التي ولدت فيها، جرى تباين في تفسير هذه الورقة بين المفهوم الأميركي لها والروسي، لذلك دخلت في الثلاجة، لكن بين حين وآخر تغير لها السياسة الروسية على أنها محطة من محطات تسوية الشعب السوري، لكننا نعي أنها ورقة غير صالحة وبأي فترة من الفترات ولا يمكن أن يجدد دورها كذلك.
نحن بحاجة لضمانات
ربما يكون الروس بحاجة لضمانات سياسية لانتقال سلمي للسلطة في سورية؟
ضمانات الانتقال السلمي نحن بحاجة لها أكثر من الروس، الشعب السوري هو من يحتاجها أكثر من الروس. لا سمح الله إذا جرت انتكاسات في الثورة ستلحق بالشعب السوري ليس الروس أو الأميركيين أو حتى الإخوة العرب، لذلك نحن معنيون جدا بأن نوفر أسباب الانتقال السلمي والهادئ من نظام الاستبداد والقمع إلى نظام ديموقراطي تعددي، في إطار سلمي اجتماعي هادئ ومرحلة تسود فيها المصالحة الوطنية والتسامح ونحن نحتاج الأسباب من أجل ذلك، في الحقيقة التطمينات نحن بحاجتها، نعد الأسباب من أجل ذلك، لأننا نريد أن نضمن عدم التدخلات الخارجية في شأننا في المرحلة الانتقالية القادمة لأن أسلوب النظام في معالجة المشكلة وطرق تعامله مع الشعب فتح القضية السورية لتصبح قضية دولية ونحن حريصون أن نعيدها أكثر فأكثر إلى اليد الوطنية السورية، لأن شبابنا هم الذين يضحون، وجنودنا في الجيش الحر هم الذين يقاتلون من أجل حرية بلدهم، ولا نريد أبدا أن نرى قدما أجنبية على أرضنا، لأن السوريين أنجزوا تحرير الجزء الأكبر من أرضهم ولم يبق إلا تجهيز النظام للرحيل.
الأجانب الذين تقصد بمن فيهم أتباع حسن نصر الله بحكم مساندتهم للنظام الأسدي؟
للأسف، النظام الأسدي ما زال يتلقى كل أسباب الدعم الكامل إعلاميا وسياسيا وعسكريا من قبل روسيا وإيران، حتى إن إيران تزوده بقناصة، ولدى الجيش السوري الحر عدد من المعتقلين، النظام السوري هو الذي فتح البلاد على الخارج، هو الذي أدخل القوى الخارجية والسلاح الخارجي، الإيرانيون يتحدثون أنها معركتهم في سورية، مما يعني حجما كبيرا من التوغل في الشأن السوري، مما نرفضه كليا.
نتعاون مع الجميع
هل تعتقد أن المجتمع السوري سيتقبل حزب الله لاحقا بحكم أنه مشارك في سفك الدم السوري بطريقة أو بأخرى؟
نحن لا نريد أن نشتري عداء أحد، حتى إيران نحن لا نريد أن نشتري عداوتها، إيران جار كبير وأمة عريقة تعيش إلى جانب أمتنا العربية، مرت علاقتنا بهم بمراحل من التوتر والود، نحن نريد أن نعيش في هذا العصر عبر إطار القانون الدولي، عبر إطار التكافؤ في العلاقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، لكن في المرحلة الماضية، حقيقة النظام الأسدي جعل سورية معبرا ومنفذا للنفوذ والتغلغل الإيراني إلى بلاد الشام والمنطقة العربية، وصل لسواحل فلسطين ولبنان وسورية، هذا الوضع ليس مقبولا بالنسبة للسوريين، خاصة أنه اقترن بعزل سورية عن محيطها العربي الكبير، نحن لا نقبل بهذه السياسة، نريد أن نضع سورية في إطارها التاريخي قلبا لأمتها العربية حاضرة في التمدن وثقافة تصل لكافة مساحات الشرق الأوسط ووصل لجميع الأطراف.
العلاقة مع حزب الله
وماذا عن الأطراف في لبنان، أقصد الأطراف المساندة لنظام بشار الأسد؟
لا نريد عداوتهم بالتأكيد، حزب الله صادر قرارهم عبر ولاية الفقيه وتعهده بالكامل مع السياسة الإيرانية والروسية على حد سواء، إخوتنا في لبنان للأسف حزب الله صادر قرارهم، نحن نريد أن يكون لبنان دولة مستقلة ودولة أخوة حقيقة لنا في سورية، نمنع الهيمنة السلطوية التي ضاق منها اللبنانيون وذاقوا منها الأمرين على مدى 30 عاما مضت، نريد أن نبني علاقة متكافئة محترمه تعيد العلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والسوري في إطار الدولتين.
تقصد هيمنة حزب الله؟
صحيح.. أعتقد آن الأوان بعد انتصار الثورة السورية أن يبحث حزب الله عن مكان حقيقي داخل الوطن والسياسة اللبنانية كجزء من العملية السياسية في لبنان.
وسلاح الحزب.؟
ذلك شأن لبناني، ونعتقد أن الحوار بين اللبنانيين كفيل بإعادة الأمور إلى نصابها.
إعادة الأمور إلى نصابها هذا من الناحية اللبنانية اللبنانية، لكن ماذا عن الحزب الذي لا مجال للشك بضلوعه بسفك دماء الشعب السوري، هل ممكن يجد الحزب قبولا في نفوس السوريين بعد زوال الأسد.؟
لا يمكن لأحد أن يتجاهل الإساءة السياسية والمعنوية والمادية التي ألحقتها سياسية حزب الله بالثورة السورية، ولا يمكن للثوار السوريين إلا أن يميزوا بين من ساندهم ومن وقف إلى جانب النظام الذي سفك دماء الشعب السوري وشكل سلطة قتل، لأن النضال ضد السلطة لم يعد سياسيا منذ أكثر من عام، هي معركة دم، وكل من ساند النظام يتحمل بهذا الشكل أو ذاك مسؤولية دم السوريين المراق، لكن مع ذلك، نحن نجد أن صدر الثورة أكثر رحابة، وكما سنبدأ بسياسة التسامح والمصالحة الوطنية، نعتقد أن الثورة لديها قدر من الصبر العربي يتسع للتسامح وإقامة علاقات جديدة، لكن ذلك مشروط بتغيير الموقف الحقيقي لحزب الله واعتذاره للشعب السوري عن الدعم الذي قدمه للنظام السوري، وهذا لا يمنع أيضا إذا كانت هناك مساءلة قانونية يمكن أن تتم لكل الفاعلين إذا كانوا سوريين أو غير سوريين.
يعني أفهم من كلامك أنكم تملكون الجرأة في يوم من الأيام لأن تحاسبوا أمين حزب الله حسن نصر الله قضائيا، بحكم أنه الرجل الذي يدير الحزب الذي قدم دعما للنظام السوري منذ اليوم الأول للثورة.؟
نحن نعتقد أن الثورة السورية المنتصرة لديها الجرأة أن تفعل كل شيء، لكن قلت لك أيضا، نحن نريد أن نؤسس ونقيم علاقات متوازنة وسلمية، لا نريد أن نشتري عداء أحد، وانتصار الثورة كفيل بفتح كثير من الأبواب المغلقة، وإغلاق كثير من الأبواب المفتوحة.

صبرا وحزب الله
• الحزب صادر قرار اللبنانيين عبر ولاية الفقية.
• اللبنانيون ضاقوا من سلطويته وذاقوا الأمرين لـ30 عاما.
• آن للحزب أن يبحث عن مكانٍ حقيقي داخل لبنان بعد انتصار الثورة السورية.
• لن نقيم علاقة مع حزب الله إذا لم يعتذر للشعب السوري.

 

المعركة في سورية لعروبة المنطقة وقطع للنفوذ الإيراني في المجتمع العربي

نحن بحاجة لضمانات الانتقال السلمي في سورية أكثر من الروس

لا نريد أن نرى قدما أجنبية على أرضنا

السوريون حرروا الجزء الأكبر من أرضهم ولم يبق إلا تجهيز النظام للرحيل