لن أستشهد بالأرقام كثيرا.. فقط سأقول إن عدد ساعات العمل التطوعي في أميركا وحدها يوازي عمل تسعة ملايين موظف!
لن أستشهد بالأرقام كثيرا.. فقط سأقول إن عدد ساعات العمل التطوعي في أميركا وحدها يوازي عمل تسعة ملايين موظف!
قلت في مقال سابق إن في دولة مثل الصين، حيث يعيش خمس سكان العالم اليوم، نجد أن الناس يتسابقون نحو الأعمال التطوعية.. يكفي أن تعرف أنه حينما انتشر وباء سارس قبل سنوات، طورت الحكومة الصينية لقاحا لمكافحته، وعندما أرادت تجربته على البشر، تقدم لها الكثير من المتطوعين لتجربة اللقاح رغم الخطورة المحتملة! والمحزن في الأمر أن قيمة العمل التطوعي لدى أكثر هذه الشعوب تنطلق من فكر مدني بشري بحت.. بينما هي في صميم عقيدتنا الإسلامية.
على أي حال أدرك أننا لسنا بحاجة لمن يبين لنا قيمة العمل التطوعي.. كلنا نتذكر كيف كانت هذه القيمة النبيلة واضحة جدا في المدارس قبل ثلاثين سنة.. كانت المدرسة - الحاضن المهم في المجتمع - لها إسهامات واضحة.. كنا ننزل جماعات نحو المساجد ونقوم بتنظيفها.. كنا جميعنا - طلبة المدرسة - ننزل للشارع ونقوم بزراعة أشجاره أو تشذيبها أو الاهتمام بها.. كنا نفعل أشياء مشابهة في مناسبات كثيرة..
كبرنا وكبرت القيمة معنا.. لكن اختفت مجالات العمل التطوعي تماما.. لم تبرز القيمة بشكل واضح في السعودية سوى مرتين: الأولى أثناء حرب تحرير الكويت.. والثانية حينما غرقت بعض أحياء جدة قبل سنوات.. باستثناء ذلك لا أتذكر شيئا ذا قيمة، دعك من بعض الأعمال الفردية وليدة اللحظة..
المجتمع لديه الرغبة، لكن لا أحد يستطيع فعل شيء؛ لأن الرغبة وحدها لا تقدم ولا تؤخر.. أقابل أناسا كثيرين لديهم الرغبة والحماس في الأعمال التطوعية خلال أوقات فراغهم.. لكنهم لا يعرفون كيف وأين ومتى؟!