الرياض: أحمد الدوسري

إلغاء عقد 'صلة' بحجة وجود بديل خارجي يثير علامات الاستفهام

اتجه مؤشر المنتخب السعودي الأول منذ إشراف محمد المسحل على إدارة شؤون المنتخبات والمنتخب الأول والتوقيع مع المدير الفني الهولندي فرانك ريكارد قبل عام ونصف العام بعقد مالي ضخم يمتد حتى منتصف عام 2014، مقابل أجر سنوي يصل إلى 7 ملايين يورو (35 مليون ريال)، نحو تراجع مستمر ومخيف لن تشفع له كثيرا نتيجة التعادل السلبي الأربعاء الماضي بجانب الأداء المقنع للاعبيه أمام نجوم التانجو يتقدمهم ليونيل ميسي وأنخل دي ماريا وسيرخيو أجويريو، في الصعود بموقع الأخضر في التصنيف الشهري للمنتخبات الذي يصدره الاتحاد الدولي للعبة، وبحسب ما يراه المراقبون سيبقى الرقم 113 ملازما له في التصنيف الجديد، متأخرا بمراكز عدة أمام منتخبات القارة الآسيوية الكبرى، في وقت تتقدم عليه منتخبات لا تملك جزءا من تاريخه العريض.
ومنذ مغادرة الأخضر معترك التصفيات الأولية الآسيوية المؤهلة لمونديال 2014 حاولت إدارة المنتخبات تعويض الغياب القسري عن المنافسات الدولية ببرمجة مباريات ودية قوية مع منتخبات كبرى حيث واجه إسبانيا في سبتمبر الماضي وخسر بخماسية نظيفة، تبعها بتسجيل خسارة جديدة أمام الجابون في فرنسا بهدف، وخلال الشهر الماضي لعب مباراة ودية أخرى ضد الكونجو بالأحساء ليحقق فوزا في الرمق الأخير من المباراة 3-2، وكانت مباراة الأرجنتين الأربعاء الماضي هي آخر تلك السلسلة من الوديات.
ولم يختلف الحال كثيرا على مستوى الفئات السنية في عهد المسحل رغم وعود الأخير بإعادتها للواجهة، ولم تكن نتائج منتخبات البراعم والناشئين والشباب وحتى الأولمبي في مستوى التطلعات.
ويرى كثيرون أن من أكبر الأخطاء التي وقع بها المسحل خلال إدارته شؤون المنتخبات وقبل استقالته منها ليتولى منصب الأمين العام للجنة الأولمبية السعودية، هو إلغاء عقد الراعي الرسمي للمنتخب الأول مع شركة صلة الرياضية قبل أكثر من عام من نهايته ودفعه للشرط الجزائي، علما أن عقد الرعاية كان يستمر لثلاثة أعوام، ووعد المسحل حينها بالتعاقد مع شركة خارجية متخصصة وبعقد كبير وهو ما لم يتحقق حتى اللحظة.
وكان ريكارد استهل مشواره مع الأخضر بخسارة ورقة التأهل في التصفيات الأولية المؤهلة لمونديال 2014 أمام أستراليا وعمان بعد مستويات هزيلة لم تفرز سوى فوز وحيد وتعادل أمام تايلاند ثالث منتخبات المجموعة، إضافة لتعادلين مع عمان وخسارتين من أستراليا لتكون الصدمة الأولى للشارع السعودي.
ولم يفق الجمهور السعودي من صدمة الخروج المبكر من المونديال ليتلقى صدمة أخرى في بطولة طالما تسيدها وانتزع لقبها ثلاث مرات في تاريخه إضافة لمثلها كوصيف، إذ كانت المشاركة في كأس أمم آسيا بالدوحة مخجلة ومخيبة للآمال بمغادرته من الدور التمهيدي بعد تعادله مع الأردن وخسارتين من سورية واليابان، عندما مزق الأخير شباك الأخضر بخماسية تاريخية. وعلى الرغم من الوعود، فإن السنة الأخيرة من عمل المسحل مع إدارة المنتخبات خرجت بكثير من الكبوات على مستوى كل المنتخبات وليس المنتخب الأول وحده، ولعل آخرها وأشدها إيلاما خروج منتخب الشباب من نهائيات كأس آسيا لحساب سورية التي اتهمها المسحل بالتزوير ليبرر قصورا آخر في عمل إدارته التي اكتفت بالأحاديث الإعلامية أكثر بمراحل من تركيزها على عملها.