الجغيمان: هدر بركة سباحة واحدة من المياه ليوم واحد يفوق استهلاك الفرد خلال عام كامل
قال مسؤول في هيئة الري والصرف في محافظة الأحساء إن واحة الأحساء الزراعية تعتبر من أشد الأماكن جفافا في العالم، وتقع في منطقة تحت حد الفقر المائي، ويتطلب الحفاظ على المياه، واستغلالها الاستغلال الأمثل، مع الحفاظ على القائم من المزروعات فقط، دون التوسع في الزراعة، مبينا أن من أبرز أسباب لجوء المزارعين لإزالة مزارعهم في واحة الأحساء ضعف تسويق المحاصيل الزراعية، والأمراض والآفات الحشرية، ونقص المياه، لافتا إلى أن المراكز البحثية الزراعية في الأحساء قاصرة في دورها، ويتطلب منها المزيد من الأنشطة.
وأشار مدير إدارة الري في الهيئة المهندس عبدالرحمن الجغيمان، الذي كان يتحدث بعد ظهر أمس في قاعة الاحتفالات بمقر غرفة الأحساء في المؤتمر الصحفي، الخاص بـملتقى استدامة الزراعة بواحة الأحساء بتنظيم من اللجنة الزراعية في غرفة الأحساء، وتنطلق فعالياته صباح غد الأربعاء برعاية محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، وحضور وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم في فندق الأحساء إنتركونتيننتال، إلى أن هدر بركة سباحة واحدة في مزارع واحة الأحساء ليوم واحد يفوق استهلاك الفرد من المياه لعام كامل، مستشهدا بأن معدل استهلاك متوسط بركة السباحة الواحدة في اليوم الواحد 100 ألف لتر في الاستخدام لمرة واحدة ومن ثم يتم تفريغها دون الاستفادة منها.
وكشف عن توجه اللجنة بالتعاون مع جامعة الملك فيصل وجهات زراعية أخرى لتنفيذ برامج تدريبية زراعية مكثفة وموحدة بهدف إعادة المزارع السعودي إلى الحقل بطريقة منظمة دون عشوائية، وستكون تلك الدورات نابعة عن الاحتياج الحقيقي لبرامج الزراعة في الواحة، متوقعاً أنه مع تطبيق تلك الدورات ستحقق نتائج كبيرة في المستوى الزراعي بالأحساء.
وأضاف أن هذا الملتقى، هو إحدى مبادرات اللجنة الزراعية في الغرفة، وهو نتيجة الحاجة الماسة إلى بقاء واحة الأحساء خضراء كما كانت سابقا منذ زمن بعيد، متأملا أن يساهم الملتقى بشكل جاد في الحفاظ على الرقعة الزراعية بجودة عالية مع التوسع عمرانيا في آن واحد، وأن الملتقى سيسلط الضوء على تآكل الواحة الزراعية لإطلاع متخذي القرارات بالوضع الحالي للتدخل بشكل متناغم بين جميع تلك الجهات الحكومية بما يخدم الوضع حاليا ومستقبلا.
وأكد أن الهدف من الملتقى هو المساهمة في نشر الوعي بأهمية المحافظة على الرقعة الزراعية بالواحة من خلال مناقشة الآليات والتنظيمات المشتركة بين القطاعين العام والخاص والتوصل إلى توصيات نهائية من قبل المختصين المشاركين في هذا الملتقى تخدم القطاع الزراعي، لافتا إلى أن الملتقى يركز على تعزيز المصادر المائية وأثره في استدامة الزراعة في الأحساء، والخطة الاستراتيجية لمستقبل الزراعة بالواحة، وآثار التوسع العمراني المستقبلي على استدامة الزراعة في الواحة، والعزوف عن المهن الزراعية وأثرها على الاستدامة الزراعية في الواحة، والاستخدام الجائر للمياه الجوفية في الواحة، والتسويق الزراعي وتأثيره على الاستدامة الزراعية في الواحة، المرافق الترفيهية وأثرها على الاستدامة الزراعية في الواحة، والسياحة الريفية في واحة الأحساء وأثرها على الاستدامة في الواحة.
وأبان أمين عام الغرفة عبدالله النشوان، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي، أن العوائد البترولية للأحساء والاستثمارات الزراعية، لم يشفعا لواحة الأحساء بالتمدد زراعيا، بل إن الحضارة الإسمنتية والتمدد العمراني أخذا ينهشان في جسد هذه الواحة، مضيفا أن دور الغرفة، تنفيذ الملتقيات للخروج بتوصيات نظرية، وتزويد أصحاب القرارات في الجهات الحكومية والأهلية المعنية في الأمر لدراستها وتفعيل تلك التوصيات، لافتا إلى أن جهاز الغرفة ليس تنفيذيا. وذكر أن الملتقى يستهدف القطاع العام من دوائر حكومية ومنها وزارة الزراعة، ووزارة المياه والكهرباء، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، والهيئة العامة للسياحة والآثار، وجامعات ومراكز بحثية وصناديق حكومية ذات الاختصاص، القطاع الخاص من شركات ومؤسسات وكبار المزارعين، وجمعيات تعاونية وصناديق خاصة بالقطاع الزراعي، خريجي الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية.