آلاف الموظفين من القطاع الحكومي تتبرمج دوراتهم التدريبية أو هم يبرمجونها خلال فترة الصيف!! التدريب عنصر مهم وضروري في تطوير الموارد البشرية وهو العنصر الثالث الذي ترتكز عليه كفاءة الموظف فالأول التعليم والثاني التأهيل والثالث التدريب.
سنويا تنفق الدولة مئات الملايين لتطوير قدرات الموظفين. البرامج التي تنفذ خارج المملكة مكلفة وخاصة عندما يذهب لها قياديون ومراتب عليا من موظفي الدولة فتذاكرهم وانتدابهم ومصاربف تدريبهم عالية.
نتفق على أهميه وضرورة برامج التدريب ولكن قد نختلف مع البعض في الآلية والنتائج.
الطفرة المالية التي يمر بها القطاع الحكومي ضاعفت عدد تلك البرامج وأضافت لنا بلدانا كثيرة لم نكن نسمع بهذه الكثافة من متدربي الدولة يتجهون إليها خلال فترة الصيف!! ماليزيا وسنغافورة ولبنان ومصر ودول من أوروبا ...الخ.
برامج التدريب ليست برامج سياحية!! والهدف منها هو تطوير كفاءة الموظف وإعطاؤة الفرصة للاطلاع على تجارب ناجحه ونقل تلك التجارب إلى بيئة عمله مع ضرورة أن تساهم تلك البرامج في تطوير فكره الإداري. عندما يعتقد الموظف أنه يذهب للبرنامج التدريبي ويخلط بينه وبين برنامجه السياحي فمن هنا تنبع المشكلة.
في إحدى مؤسسات القطاع الخاص التي عملت فيها وأشرفت على برنامج تدريبي لبعض قياديي تلك المؤسسة كان لنا طلب واحد فقط!! أن من يذهب إلى ذلك البرنامج التدريبي يعود للمؤسسة بفكرة واحدة فقط قابلة للتطبيق... سيذهب وسيحضر بعض المحاضرات وسيستمع للممارسين والمفكرين وستعرض أمامه تجارب ناجحة وبعض المتدربين سيقوم خلال برنامجه بزيارة لمنشآت مماثلة في عملها لمؤسسته التي يعمل فيها.
كل هذه المقومات كفيلة بأن تعطي المتدرب الفرصة لأن يركز على الأفكار التي من الممكن نقلها إلى وزارته أو مؤسسته... الدولة تصرف مئات الملايين على البرامج التدريبية ويفترض أن لها عائدا كبيرا على تطوير العمل في تلك القطاعات وإلا تحولت تلك البرامج إلى برامج سياحية للترفيه!
الدول التي يوفد لها آلاف الموظفين للتدريب لديها أفكار إدارية ناجحة ومنفذه وقابلة للاستيراد والتطبيق في بيئتنا. كما أن المؤسسات الحكومية بحاجة ماسة للممارسات الإدارية المطبقة في تلك الدول لتطوير العمل الإداري وتسهيل الإجراءات.
ليس هناك ما يمنع القيادي في تلك الوزارات والمؤسسات من أن يطالب كل من أتيحت له الفرصة لحضور برنامج تدريبي أن يقوم بعد عودته بعرض النتائج والأفكار التي اكتسبها خلال رحلته التدربيبة وخاصة ما هو منها قابل للتطبيق. لو كل إداري من الآلاف الذين يذهبون سنويا لتلك البلدان عاد وهو يحمل فكرة إدارية واحده لاستطعنا بمنظومتنا الإدارية أن نضاهي تلك الدول وأن نشعر فعلا أننا استثمرنا الملايين التي تصرف على هذه البرامج ونطور العمل وسنحول تلك البرامج من مجرد برامج للسياحة إلى برامج تدريبية فعلية.