اطلعت على الخبر المنشور في الوطن بالعدد رقم 4420 بعنوان: (جمل نافق داخل مسلخ بالطائف) وما احتواه هذا الخبر من القبض على بعض العمالة التي كانت ترغب تسويق ذلك الجمل الميت وبيعه على المستهلك وإقناعه بصحة وسلامة لحم ذلك الجمل النافق.
بداية أود أن أسجل شكري وتقديري للمواطن متعب الحليفي الذي كان له الفضل بعد الله في منع بيع تلك الميتة على المستهلكين وكشف تلاعب ذلك المسلخ الذي كان يسعى لبيع ذلك الجمل النافق على المستهلكين وإيهامهم بأن لحمه طيب صالح للاستهلاك الآدمي.
إنني لم أتعجب من قيام ذلك المطعم بتلك الفعلة الدنيئة إذ إن هذا التصرف هو الغالب لدى بعض العمالة الوافدة الذين لا يهتمون بسلامة وصحة المواطن بقدر ما يهتمون بكيفية جمع الأموال ورصدها سواء كانت من مدخل حرام أم حلال. ومثل هؤلاء العمالة يجب أن تؤخذ ضدهم إجراءات قانونية صارمة تجعلهم لا يعودون لمثل هذه الأفعال مرة أخرى وأيضا تكون عبرة لغيرهم.
ولكن ما أعجبني في هذا الخبر المؤسف هي تلك الأمانة والحرص التي تحلى بها هذا المواطن والتي دفعته لتتبع تلك المركبة التي تقل ذلك الجمل النافق لمسافة بعيدة ومن ثم مراقبة ذلك المطعم للتأكد من فعلتهم الشنيعة ليقوم بعدها ذلك الغيور على وطنه وأهله بإبلاغ الأجهزة المختصة عن هذه الحادثة ليتم ضبط تلك المخالفة الخطيرة ويعود ذلك المواطن الكريم من فعله هذا بالأجر والخير الكثير إن شاء الله والدعاء من كل من قرأ ذلك الخبر بأن يكثر الله من أمثال ذلك المواطن المبارك الذي لم يتجاهل الأمر منذ بدايته كما يفعل البعض مع الأسف ولم يتخذ موقفا سلبيا، بل لقد مارس الوطنية والإخلاص الإيماني في أروع صوره وملامحه.
وقد يقول البعض إنني أبالغ في مدح هذا المواطن وأعطي هذا الموضوع أكبر من حجمه، ولكن لو افترضنا أن ذلك المواطن لم يبلغ الأجهزة المختصة ترى كم شخصا سوف يتناول من ذلك الجمل النافق؟ وكم من شخص سيصيبه المرض من أكل ذلك اللحم الفاسد؟ وكم من مستشفى سيستقبل المرضى الذين أكلوا من تلك الجيفة؟
وبغض النظر عن هذه الحادثة إلا أن تصرف ذلك المواطن ووعيه الكامل لمسؤوليته تجاه دينه ووطنه تجعلنا نقف احتراما وإجلالا لهذا الرجل الذي لم يرض بالهوان ويغمض عينيه عن كارثة من الكوارث التي تمارسها بعض العمالة الوافدة ليل نهار، خاصة وأن تلك العمالة قد أمنت رقابة البلدية وتتبع المراقبين لها، لأن ما قام به هذا المواطن هو من صميم عمل البلدية التي يجب عليها مراقبة المسالخ والكشف على اللحوم التي ترد إليها.
أرجو أن يتم تكريم هذا المواطن وتقديره من الجهات المختصة كنوع من التقدير والعرفان لوطنيته المحضة ولحث المزيد من المخلصين على السير على خطى ذلك المواطن الشهم.

د. خالد علي أبو عرب
جامعة الخليج