أؤمن جيدًا بأهمية العلاقة المتناغمة بين المسؤول والإعلام، بل إن الضرورة تحتم أن يكون الأول شفافًا حاضرًا على الدوام، يطل في الوقت المناسب، ليقول المفيد من الحديث، دون ترزز واستعراض. وهو الأمر الذي لا يتقنه معظم المسؤولين لدينا، فيخلطون ما بين الشفافية والهياط!
تزداد هذه القضية سوءًا عندما يمتلك المسؤول منصة إعلامية، يسيطر على قراراتها بنسبة 100%، حيث يتحول فجأة من (مسؤول) إلى (نجم)، يملأ كل فراغات هذه القناة، أو المطبوعة، أو ما شابهها.. وهو أمر نجده بوضوح أكثر عبر المطبوعات الرسمية التي تصدر عن الجهات الحكومية.. للأسف!
قررت أن أبرهن للقراء صدق هذه الفكرة التي أتحدث عنها، ولتكون لغة الأرقام شاهدة على حديثي في محكمة المتابعين، لذا.. رصدت ظهور مدير جامعة الإمام عبر مطبوعة الجامعة والمسماة بـمرآة الجامعة فوجدت أنه قد ظهر في أحد الأعداد (11 مرة) بنسبة ظهور تساوي تقريبًا 86.75% ! وحتى لا أكون متحاملا، أو صاحب مقاصد شخصية، قررت أن أبحث عن عينة مشابهة في نفس الحقل، ورحت أرصد ظهور مدير جامعة الملك سعود عبر مطبوعة الجامعة والمسماة بـرسالة الجامعة - بنفس تاريخ النشر - فوجدت أنه قد طل على القراء (5 مرات) بنسبة ظهور تساوي تقريبًا 13.8% ! مع الأخذ بالاعتبار أن الـمرآة تحتوي على (16 صفحة) والـرسالة تحتوي على (36 صفحة)..!
ولأننا معشر الكتاب متهمون بالتنظير فقط، من خلال تسليط الضوء على المشاكل، - وهو المفترض - دون فرش سجادة من الحلول.. فإنني أحاول أن أسهم باقتراح الحل هنا؛ لذلك أرى أن يتم التعاطي - في كافة الجهات الإعلامية - (من خلال قرار رسمي) مع المتحدث الرسمي فقط، فيما يتعلق بالقضايا التي تتعلق بالوطن والمواطنين.. ومنح المسؤول الأول الفرصة للتصريح في اليوم الوطني ويوم الطفل ويوم المرأة ويوم الحب.. والدفاع المدني! والسلام.