الرياض: خالد العويجان

عشية اجتماع الدوحة.. الوطني السوري يعلن عن دخول 10 قوى سياسية للمعارضة

عشية انعقاد مؤتمر المعارضة السورية في العاصمة القطرية الدوحة، وصف رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور عبد الباسط سيدا تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كليتنون قبل 48 ساعةً من هذا الاجتماع، بأنها غير موفقة، كاشفاً عن دخول أحزاب وكتل سياسية جديدة إلى الجسم السياسي المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، موضحا أن عددها يقارب العشرة، ومؤكداً أنها قادمة من عمق المجتمع السوري الثائر.
وحذر سيدا في حديثٍ مُطول أجرته الوطن معه أمس، من عناصر مُتطرفة موجودة في الداخل السوري، لكنه أكد أنها قليلة العدد.. ومحدودة التأثير، مُبرزاً في الوقت عينه رفض المجالس العسكرية والقيادة المشتركة في سورية والجيش الحر لكل أشكال التطرف.
ولم يفت سيدا أن يحذر من مغبة عدم اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه استئصال ما أسماه بـالزمرة السرطانية في إشارة لنظام الأسد، منبها أن على إيران وحزب الله الاستعداد لمرحلة ما بعد الأسد، وداعيا إياهما إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
واشتكى رئيس المجلس الوطني السوري من قلة الدعم المالي المقدم للثورة السورية، وقال ما يجري بحاجة إلى مليارات من الدعم ونحن لم نحصل إلا على عدة ملايين، مشددا على ضرورة توحيد مصادر الدعم لنبذ أي شكل من أشكال التناحر بين الأوساط الثائرة، لافتا إلى أن الوطني السوري هو الغطاء السياسي للثورة.
المزيد مع هذا الحوار:

اجتماع الدوحة اليوم.. ماذا سيتمخض عنه لا سيما أنه يعقب تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية قبل أيام، والتي أبدت امتعاض واشنطن من عمل المجلس؟
اجتماع الدوحة مؤتمر عام للمجلس الوطني السوري، في هذا الاجتماع سنجري تقويما شاملا للمرحلة المنصرمة، كما سنناقش التقرير الخاص بالتوجّه الاستراتيجي والسياسي للمجلس الوطني السوري، كما سيكون هناك تفعيل لهيئات المجلس، انتخاب الهيئة العامة من قبل الهيئة للمجلس، إلى جانب قوى مجتمعية وسياسية جديدة أكثر من 10 كيانات ستنضم للمجلس.
10 كيانات سياسية دكتور؟
صحيح.. مجتمعية وسياسية.
ماهي انتماءاتها؟
من أبرزها تيار الشعبي الحر، وهو حزب ذو توجه قومي عربي، وهيئة التنسيق، تجمع أحرار سورية، الاتحاد السرياني، المجموعة التركمانية، الحراك الثوري من الداخل في الكثير من المناطق هناك طلبات كثيرة للانضمام للمجلس سواء الكردي أو العربي أو التركماني. طبعاً لا نميز بين هذه المكونات. ليصبح المجلس أكثر تمثيلاً وقوةً.
هذا أمر يقودني لسؤال.. هل هذه الخطوة دكتور محاولةً لإطفاء استياء أو غضب الولايات المتحدة الأميركية إن جاز التعبير من خلال تصريحات الوزيرة كلينتون أخيراً؟
في نظري تصريح وزيرة الخارجية الأميركية غير موفق. هذا ما قلناه للجانب الأميركي في تواصلنا معه، وأعتقد أن الخارجية الأميركية اليوم أعادت النظر في هذا الأمر، وبينت أنها لن تمارس ضغطاً على المجلس الوطني السوري، كما دعت لتوسيعه، ونحن بطبيعة الحال قد وسعنا، والاجتماع سيكون تأكيدا لهذه التوسعة. يعني هذه الخطوة نحن في صدد تنفيذها. إلى جانب ذلك، لنا اجتماع مرتقب تشاوري مع القوى الميدانية والفصائل في المعارضة من أجل خلق معادلة في المرحلة القادمة لمواجهة هذه الأزمة.
دكتور أعلنتم أخيراً فكرة إنشاء حكومة المنفى لكنها تحتاج لتحرير أجزاء من الشمال السوري.. كيف سيتم ذلك؟
طبعاً.. الإعلان كان نتيجة ورشة عمل. بمعنى أن ورشة عمل نظمها المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية، بمعنى لم يكن لقاء سياسيا. الحكومة وفكرتها تطرح وقابلة للتطبيق إن توافقت على ذلك الأطياف السياسية السورية لأن الأراضي المحررة موجودة وكانت لنا جولةً في هذه المناطق، وهناك أعضاء من المجلس الوطني السوري ونشطاء يدخلون باستمرار للداخل، هذه المناطق تحتاج إلى إدارة. وإذا ما تشكلت تستطيع أن تمارس مهامها داخل الأراضي السورية.
قبل أيام أدليت بتصريح حمّلت فيه المجتمع الدولي مسؤولية تنامي وجود أطراف مسلحة أو تابعة لجماعاتٍ مسلحة أو الإرهاب على الأراضي السورية.. ألا يعتبر هذا التصريح مُتهورا نوعاً ما كونه قد يُعيق عمليات الدعم المقدم للمعارضة السورية أو قد يُثير الداعمين لثورتكم؟
أختلف معك. لم يكن هناك تهور، بالعكس كان تصريحا هادئا ويتطابق مع الواقع. الكل يطلب من المجلس الوطني السوري أن يقوم بمهامه. أن يقود العملية السياسية في الداخل. أن يتواصل مع الجميع. لكن هل سألنا أنفسنا ماذا قدمنا للمجلس ليتمكن أن يكون فاعلاً؟ أعتقد أن الجهات المعنية تعرف ماذا نعني في ذلك. بطبيعة الحال نحن لسنا في صدد ردود الأفعال. قلنا قبل عام في الأمم المتحدة في نيويورك والجامعة العربية، إنه إذا تقاعس المجتمع الدولي في دعم الثورة السورية ومساعدة النازحين واللاجئين وتقديم الإمكانيات للداخل السوري، فإن الشعب السوري أمام آلة القتل المُمنهجة التي يتعرض لها من قبل النظام السوري، وفي مواجهة سلبية المجتمع الدولي، حينئذ حالة الإحباط تؤدي إلى تسهيل الأمور أحياناً للمتطرفين. لكن نؤكد أن المجتمع السوري لا يتحمل التعصبية والتطرف وهو مُعتدل ومُتعدد الطوائف والقوميات، وهو مُجتمع مُتعايش بكافة أطيافه وانتماءاته، التطرف أصلاً حالة طارئة لن تعيش. لكن إذا استمر المجتمع الدولي في تقاعسه وسلبيته، حينئذ ربما يجد التطرف البيئة التي قد ينمو خلالها ويترعرع.
هذا اعتراف ضمني دكتور، بوجود فعلاً عناصر مسلحة أو تطرف في سورية؟
صحيح.. هناك بعض العناصر المتطرفة موجودة في الداخل السوري. لكنها قليلة العدد ومحدودة التأثير. المجالس العسكرية والقيادة المشتركة في سورية والجيش الحر ترفض ذلك. لكن ما لم نحصل على دعم كاف يُمكننا من تقوية ثورتنا والجيش الحر والمجالس العسكرية والحراك الثوري في الداخل والشعب السوري فإن ذلك يكون بمثابة التمهيد لأرضية خصبة لجماعات التطرف.
دكتور هذا يقودني لسؤال.. هناك معلومات تؤكد وجود تناحر أو تنازع بين أعضاء وعناصر الجيش الحر بما أن هناك تداخلا مع جماعات أخرى على الأرض يختلفون في الأيديولوجيات على أقل تقدير؟
الخلافات الأساسية غير موجودة لكن المشكلة الأساسية إن تعددت مصادر الدعم، هنا تحصل بعض هذه التناحرات والتنازعات. إذا كنا نريد الخير الأكيد لسورية وللمنطقة بأسرها فلا بد من توحيد مصادر الدعم والتواصل مع القوى الأساسية الموجودة على الأرض والتنسيق مع المجلس الوطني السوري باعتباره الغطاء السياسي للثورة السورية. أما إذا تركنا الأمور تسير هكذا فلم نقدم للشعب السوري الجزء اليسير. ما قدم للشعب على مدى عام ونصف العام لا يتعدى عدة ملايين، في حين أن حاجاتها الأساسية مليارات وليست ملايين.
هل ورطتكم واشنطن والمجتمع الدولي، أليس كذلك؟
الثورة السورية قامت بناء على احتياجات داخلية سورية وحاجات الشباب السوري التي وجد أن الآفاق مسدودة أمامه، والشعب السوري ماض في ثورته. وإذا كان المجتمع السوري يريد أن تكون سورية عامل أمن واستقرار للمنطقة بأسرها، فلا بد أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ويقدم ما يمكنه للخلاص من هذه الزمرة السرطانية. وإلا فستنخر هذه الزمرة في الجسد الوطني السوري. وحينها ستكون المعالجة أكثر كلفةً وتعقيداً.
الزمرة الأسدية تقصد؟
نعم نعم.
لكن الزمرة التي تقصد تحتاج دعماً متواصلاً من أطراف معروفة. يهمني هنا أن أعرف موقفكم باتجاه إيران وحزب الله الذي يمد النظام الأسدي بالسلاح والرجال؟
طبعاً بالنسبة للجانب الإيراني نحن لسنا ضد إيران. الثورة هذه قامت بناء على حاجات سورية. لكن النظام الإيراني اتخذ موقفا عدائيا ضد الشعب السوري، عندما يقوم بإمداد النظام السوري بالسلاح والرجال، ويعلن المرة تلو الأخرى أن النظام يمثل جزءًا من الأمن القومي الإيراني ويغطيه سياسياً. نحن نقول إذا أردتم علاقاتٍ جيدة بين الشعب السوري والإيراني فلا بد من احترام تطلعات الشعب السوري، وأن نقيم هذه العلاقات على أساس المصالح المشتركة، ومثل هذا الموقف سيكون عاملا مساعداً للشعب الإيراني نفسه وعاملاً لتحقيق الاستقرار في المنطقة بأسرها.
وماذا عن حزب الله؟
نقول لسنا ضد هذا الحزب، لكننا ندعوه للاستعداد لمرحلة ما بعد الأسد والكف عن التدخل في الشأن السوري، والانخراط في حوارٍ وطني جاد مع بقية الأطراف اللبنانية، والتحول إلى عنصر طبيعي في الحياة السياسية اللبنانية، فذلك من مصلحة حزب الله ومن مصلحة الطائفة الشيعية ومن مصلحة المجتمع اللبناني بأسره. إذا كان لبنان معافى قويا موحدا سيكون ذلك في مصلحة الشعب السوري لا محالة.
لكن كيف يمكن أن أفهم أنك لست ضد طهران، ولست ضد حزب الله وهما متورطان في سفك دماء الشعب السوري، هذا أمر لا يحتاج إلى دلالة؟
نحن نقول لسنا في حالة عداء معكم. لكن عليكم أن تكفوا عن دعم هذا النظام وإلا فإن الشعب السوري سيميز بين من سانده ومن ساند النظام الدموي.
المعارض السوري بسام جعارة وصفكم مجلسكم بأنه هش، بل شبهه بـدكان خاضع لبعض التعاملات الشخصية؟
بسام جعارة أولاً لم يكن عضواً في المجلس الوطني السوري. أما قضية المجلس الوطني فنحن لا ننكر أن فيه نواقص، لا ننكر ذلك. لكن أن تبني مؤسسة وطنية تضم الاتجاهات الإسلامية والليبرالية والقومية والعلمانية وكل مكونات الشعب السوري بطبيعة الحال ستكون هناك تباينات وآراء مختلفة، لكن في نهاية المطاف الموقف موحد. والمجلس الوطني السوري بعد عامٍ من العمل أثبت أنه صاحب مشروع وطني سوري، مشروع يمثل تطلع سائر السوريين، وأعتقد أن اجتماع الدوحة اليوم سيكون حاسماً في تناول السلبيات، وسيمهد لمرحلة جديدة بمعنى يترقي فيها المجلس الوطني السوري لمواجهة التحديات.