'دكان' للكتب والمجلات قدم خدمة الإعارة وبيع الكتاب المستعمل
تعود الذكريات برواد الأدب والثقافة في الطائف إلى بداية الثمانينيات الهجرية، الذين يرجعون الفضل في إثراء الحراك الثقافي والأدبي آنذاك بين أوساط الجيل الأول والثاني من أدباء الطائف، إلى مكتبة السيد التي أصبحت أثرا بعد عين لكنها تركت أثرا في الساحة الثقافية لدى الأوائل الذين لا يزالون يتذكرون تلك المكتبة الصغيرة، وهي عبارة عن دكان لبيع الكتب والمجلات، لكنه في نفس الوقت يقدم خدمة الإعارة لمن يريد قراءة الكتاب ولا يريد اقتناءه، وتبيع الكتاب المستعمل وتشتريه.
رواد المكتبة آنذاك من مختلف الشرائح العُمرية من مجتمع الطائف أو المصطافين، من المثقفين وطلبة العلم الذين كانوا يستعيرون من دكان السيد بعض الكتب التاريخية والأدبية وكتب القصص بأنواعها مقابل مبالغ زهيدة في ذلك الوقت، ويشترون المجلات المصرية واللبنانية التي توفر لهم بعد انتهاء تاريخها وتباع بمبلغ رمزي وهو ربع ريال ونصف ريال.
الباحث عيسى القصير، أحد الذين نهلوا من مكتبة السيد، ولا يزال يتذكر كيف كانت ملاذا للباحثين عن الثقافة والعلم بمختلف فروعه يقول القصير عندما نتحدث عن نشأة دكان السيد بالطائف، نسترجع الماضي القريب من رواد العلم والمعرفة الذين نهلوا منها في القراءة والاطلاع على أمهات الكتب والمراجع التاريخية والأدبية والثقافية بمختلف مناهل فروعها، فدكان السيد كان لبيع الكتب بأنواعها من ثقافية وتاريخية وأدبية، ومن كتب القصص والروايات المتنوعة والعناوين والاتجاهات المعرفية، وكذلك بيع الكتب المدرسية من مختلف مراحل التعليم، والمناهج الدراسية بأنواعها، مع بيع جميع المجلات العربية.
وأشار القصير إلى أن تاريخ نشأة مكتبة السيد كانت مع بداية الثمانينات الهجرية، وهو عبارة عن دكان صغير، ثم انتقل الدكان إلى عمارة السليمان بوسط السوق بجوار البنك الأهلي، ومع نهاية عام 1399 /1400هـ ، انتقل المحل إلى حي الشرقية، وبوفاة السيد لم يعلم أحد عن مصير هذه المكتبة الشعبية الجماهيرية.
وأشار قصير إلى أنه بالرغم من وجود مكتبات عامة بالطائف منها مكتبة عبدالله بن عباس التي تأسست عندما توفي المؤرخ أحمد بن علي الميروقي سنة 678هـ ، وأوقف كتبه على مسجد ابن عباس لطلبة العلم بالطائف، وهذا أول تأسيس لمكتبة علمية بالطائف في القرن السادس الهجري، وأخذت المكتبة تنمو بما يرد إليها من كتب ومخطوطات ووثائق تاريخية، كما تمت إعادة تأسيسها مرة أخرى، من قبل الوالي العثماني على الحجاز محمد رشدي الشرواني باشا سنة 1291هـ ، إلا أن مكتبة السيد التجارية كانت ذات أثر أقوى في دعم الحركة الثقافية في ذلك الوقت.
وبين أنه خلال هذه الأزمنة والسنوات الماضية نشأت مكتبات متعددة، وأصبحت الحركة الثقافية في مدينة الطائف تزدهر برواد الأدب من جميع مدن المملكة العربية السعودية، خلال فصول الصيف الذي يمتد من ثلاثة إلى أربعة أشهر حيث يقضي الزائر والمصطاف أوقاتاً بين كنوز الأدب والثقافة التي تزخر بها الطائف خلال المنتديات والجلسات الأدبية.