وفي أقل من شهر واحد، سأكتب اليوم أسماء الكبار الذين تفاعلوا واستجابوا مع بعض قصص ما نكتب. على رأس القائمة، اسم الوالد الكبير، سلمان بن عبدالعزيز، الذي نقل، وعلى الفور، طفلاً مريضاً من قاع هذا الوطن، إلى السرير الطبي الأعلى في القائمة الوطنية، وحين اتصلت بوالد الطفل (معزياً) ما قبل البارحة، كانت سعادة الأب تطفح من بين براثن الأحزان لأنه كما قال لي بالحرف: عملت لطفلي أقصى ما يمكن حين وصل إلى حدود ما يمكن، ثم يتوفاه الله وأنا لا أشعر بالتقصير والندامة. في رأس القائمة أيضاً (أمير الداخلية) المواطن الأثير، محمد بن نايف، وهو ينقل لي لمرتين رسالة اطمئنان إلى كل سكان القطاع الجنوبي من أن قضية (المتسللين) ستحسم مهما كان الجهد والمال والمبذول، وأن أمن المواطن على القرية الأخيرة من هذه الحدود سيبقى مثلما قال (أمانة مقدسة). في القائمة أيضاً، سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، حين كانت (فزعتها) كحالة إنسانية أخرى برهاناً على أن الفارس الأصيل لن ينجب إلا مثل ما رأيته منها خلال سنين من الفروسية العربية الأصيلة. وعلى مسؤوليتي اشطبوا اسمها لأنها ستكتفي أنها (بنت عبدالله بن عبدالعزيز). في القائمة أيضاً، معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، ومعالي نائبه الدكتور أحمد السيف، وهما وفي اتصالين، يتسابقان لرفع الظلم عن سعودي لا يطلب سوى استعادة (وطنه). في القائمة أيضاً، معالي الدكتور يوسف العثيمين، وزير الشؤون الاجتماعية، حين لم يكابر على الحق وقال بالحرف إن الإعلام شريك في المسيرة والمسؤولية. في القائمة أيضاً شيخ قبيلة السفراء، ملحقنا الثقافي في أميركا، محمد العيسى، وهو ينقذ عائلة سعودية من الورطة القانونية رغم أنه المشغول المسؤول عن خمسين ألف عائلة سعودية في المهجر. أنا أكتب اليوم رسالة مزدوجة للكاتب وللمسؤول: سأقول لزميلي الكاتب إن الكتابة حين تكون (مسؤولية) تتجرد من الهدف الشخصي ومن دوافع الميول والمدرسة وصادقة نابعة من (ضمير) الناس فإنها حتماً ستلقى القبول والاستجابة. سأقول في المقابل للأخ المسؤول أياً كان المنصب والوظيفة، إنه وبغض النظر عما نكتب فإن ما سيبقى من المنصب والوظيفة ليس إلا هذه الحالات الإنسانية الشاردة التي يتركها المسؤول أثراً في حياة أفراد (يبصم) بتوقيعه، وقد لا يشاهد آثارها الكبرى في حياة عائلة أو فرد أو مجتمع. المسؤولية (أمانة) ومثلها أيضاً وأكثر منها أن تمتهن الكتابة.